المتغيرات الجينية تعدّل احتمال الإصابة بسرطان الثدي

ترتبط المتغيرات الجينية لبروتين إصلاح الحمض النووي RAD51 بمخاطر متفاوتة لإصابة السعوديات بسرطان الثدي.

قراءة

@2016 Maciej Frolow

توصل بحث جديد إلى أن التغيُّرات في جين مهم لإصلاح الحمض النووي من شأنها تعديل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى السعوديات. ترجِّح هذه النتائج كفة دراسات أُجريت على شعوب أخرى، ويمكنها المساعدة في تحديد المريضات المعرَّضات لمخاطر عالية للإصابة بهذا المرض.

إن تلف الحمض النووي المتراكم قد يُحدث خللًا في نمو الخلايا وانقسامها، مما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وعادة ما تقمع آليات إصلاح الحمض النووي السرطان، لكن قد يعتريها عوار. ويمثل البروتين RAD51 عنصرًا أساسيًّا في معقد بروتيني يصلح الحمض النووي. وتبين أن مستوياته منخفضة لدى بعض المصابات بسرطان الثدي. وحيث إن معقد الإصلاح نفسه يشمل أيضًا بروتينات أخرى مرتبطة بسرطان الثدي، فقد اقتُرح RAD51 بوصفه بروتينًا مهمًّا في الوقاية من هذا المرض.

يمكن أن تتباين الجينات بين الأفراد بسبب تغيُّرات في أحرف فردية من شفرة الحمض النووي، وهو ما يُعرف بتعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة (SNPs). لهذا، توقع البعض أن يغير تعدد الأشكال هذا في الجين الذي يشفر RAD51، خطر الإصابة بسرطان الثدي، نظرًا لدوره المزمَع في قمع المرض. وقد قيمت عدة دراسات آثار التغيرات الجينية في RAD51 على خطر الإصابة بالسرطان، لكن انتهى بها المطاف إلى نتائج مختلفة لدى شعوب مختلفة.

عالم الكيمياء الحيوية أرجمند وارسي، من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في المملكة العربية السعودية، درس مع زملائه من مؤسسات أخرى في المملكة تأثير متغيرات RAD51 على خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى السعوديات، وهو شعب لم يُدرس هذا الارتباط لديه من قبل.

عيّن الباحثون تسلسل الجين الذي يشفر RAD51 لدى النساء الأصحاء والمصابات بسرطان الثدي، وقارنوا الاختلاف في التركيب الوراثي في ثلاثة مواقع محددة. في كل من هذه المواقع، كان للنساء إما تركيب وراثي "طبيعي" أو أحد تركيبين متغيرين.

لم يشكل التباين الوراثي في أحد المواقع (الثلاثة) المحددة فارقًا في خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهي نتيجة تتفق مع نتائج الشعبين الأمريكي والبولندي. لكن النتيجة تُناقِض تحليلات أظهرت أن تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة في هذا الموقع يزيد من مخاطر السرطان بصفة عامة. وفي الموقعين الآخرين، كان التسلسل "الطبيعي" مرتبطًا بخطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي، وعملت المتغيرات الجينية على الحماية من هذا المرض.

تشير النتائج إلى وجود علاقة بين التبايُن الوراثي في RAD51 وخطر الإصابة بسرطان الثدي لدى السعوديات. ويُعتقد أن المتغيرات المرتبطة بخطر أقل للإصابة بسرطان الثدي تيسِّر إنتاجRAD51 ، وبالتالي تعزِّز إصلاح الحمض النووي.

References

  1.  Tulbah, S., Alabdulkarim, H., Alanazi, M., Parine, N. R., Shaik, J. et al. Polymorphisms in RAD51 and their relation with breast cancer in Saudi females. Oncotargets and Therapy  (2016).| article

أقرأ أيضا

احتشاد الجسيمات الدقيقة لتسديد ضربة قوية للأورام السرطانية

باحثون سعوديون يبتكرون جسيمات دقيقة من أكسيد الحديد لديها القدرة على نقل عقاقير متعددة إلى قلب الورم وصولًا إلى أعماقه.

الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.