سرطان الفم في العالم العربي

رُبط مضغ القات والتبغ بمعدلات أكثر ارتفاعاً لحالات الإصابة بسرطان الفم في كل من اليمن، والسودان، والمنطقة الجنوبية من المملكة العربية السعودية، مقارنة بالبلاد العربية الأخرى.

N/A

كشفت مراجعة تحليلية لتسع عشرة دراسةٍ بحثية عن معدلات مرتفعة للإصابة بسرطان الفم في بعض الدول العربية، وربما يعود ذلك إلى مضغ التبغ، الواسع الانتشار في تلك الدول. ولكن عدم وجود سجلات وطنية للسرطان ودراسات سكانية، يعني أن المعدل الحقيقي لانتشار هذا المرض في المنطقة غير معروف.

خلصت المراجعة -التي أجراها متخصص علم الأوبئة أشرف المتولي وزملاؤه من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في الرياض والتابعة للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني- إلى أن حالات سرطان الفم في اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية ربما كانت من أعلى المعدلات في العالم العربي. وتشخّص حالات سرطان الفم في هاتين المنطقتين لدى مَن تقل أعمارهم عن أربعين عامًا، وربما كانت ذات صلة بمضغ أوراق القات والتبغ الواسع الانتشار.

ووفقًا للدراسات، يتراوح المعدل الدقيق لانتشار سرطان الفم في العالم العربي بين 0.5 لكل مائة ألف شخص في سوريا إلى 10 لكل مائة ألف في جنوب المملكة العربية السعودية واليمن.

وتُشاهَد معدلات عالية جدًّا من سرطان الفم في السودان أيضًا، حيث يشيع استخدام نشوق يعرف باسم غموس التمباك، وهي عادة لدى 34% من مرضى سرطان الفم. وفي الأردن، تحظى الشيشة، أو الأرجيلة بشعبية كبيرة. وترتبط كل هذه الممارسات إلى حد كبير بتشخيص سرطان الفم لدى مَن يبلغ معدل أعمارهم 45 عامًا. أما في أماكن أخرى من العالم، فيُشخّص المرض عادة لدى مَن تجاوزوا الخمسين عامًا.

يحتل سرطان الفم المرتبة الثامنة بين حالات السرطان الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، بمعدل حدوث يصل لأكثر من ثلاثمئة ألف حالة جديدة سنويًّا. غير أنه في السودان، يحتل المرتبة الخامسة بين حالات السرطان الأكثر شيوعًا.

"في حين يشكل الرجال النسبة الأكبر بين المصابين بسرطان الفم في العالم العربي، نشهد زيادة في الإصابة بهذا المرض بين النساء في المناطق الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية"، وفق المتولي.

وجدت مراجعة الأبحاث أن سرطان الخلية الحرشفية كان النوع الأكثر اكتشافًا من سرطان الفم في العالم العربي، وأنه كثيرًا ما يُشخَّص في مراحله المتأخرة.

يقول المتولي: "واحدة من أهم القضايا هي أن حالات سرطان الفم لا تُكتشَف في وقت مبكر بما يكفي إذ تكون أكثر قابلية للعلاج. ويحدث هذا في المناطق التي لا يحصل فيها المرضى على عناية منتظمة بالأسنان".

في المملكة العربية السعودية، يرتد سرطان الفم لدى 56% من المرضى، خلال السنوات الخمس التالية للتشخيص والعلاج الأولي.

يقول المتولي إن هناك حاجة ملحّة لتثقيف الناس حول عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الفم، كالتدخين ومضغ القات والتبغ، والأطعمة الحرّيفة، والكحول. ومن المهم أيضًا أن يحرص الناس على فحص أسنانهم بانتظام، مما قد يساعد في الكشف المبكر عن المرض، وبالتالي زيادة معدل البقاء خمس سنوات للمرضى المصابين بمراحل مبكرة من الأورام، إلى 60%، مقارنة بمعدل قدره 20% في المراحل المتقدمة من المرض.

References

  1.  Al-Jaber, A., Al-Nasser, L., El-Metwally, A. Epidemiology of oral cancer in Arab countries. Saudi Medical Journal.  (2016). | article

أقرأ أيضا

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.

أمل جديد لمرضى ليمفوما هودجكين

بحث جديد يُبيِّن أن إضافة مُركَّب ترافقي معروف يمزج بين الأجسام المضادة والعقاقير إلى خطة علاج كيميائي تقليدي، ربما تساعد في التغلب على مقاومة الأدوية

تعزيز المناعة عن طريق الخلايا الجذعية قد يساعد على قمع السرطان

يُمكن أن يُساعد تحفيز الخلايا المناعية باستخدام الخلايا الجذعية المشيمية على تعزيز نشاط الجسم الطبيعي المُقاوِم للسرطان