كيف يتولّى التهاب الكبد الفيروسي ج السيطرة

كشف باحثون كيفيّة استخدام فيروس التهاب الكبد ج بِنيةً خاصّة، تنظّم تكاثره في الخلايا المضيفة، وتمنع استجابتها المناعيّة.

إنّ الفيروس -الذي يصيب حوالي ١٧٠ مليون شخص في العالم- يعيد ترتيب الأغشية الداخليّة للخلايا المضيفة، في بنية تسمّى بالشبكة الغشائيّة.

وجد باحثون بالفعل أنّ بعض البروتينات الفيروسيّة تحتوي على علامات للنَّقل داخل النواة تُعرف بإشارات التوطين النوويّة. ويشتبه ميخائيل جويس -باحث من جامعة ألبرتا في كندا- في أنّ الشبكة الغشائيّة لالتهاب الكبد ج كانت مساهمة في اختيار بنية للنواة تتحكّم في التنقّل من النواة وإليها، تسمّى مركب المسام النوويّ (Nuclear Pore Complex NPC).

ولاختبار هذه الفكرة، تعاون جويس مع زميله ريتشارد وزنياك، الذي يركّز مختبرُه في الجامعة على مركّب المسام النوويّ NPC. وقد بيّن الفريق في دراسات سابقة نُشرت في عامي ٢٠١٣ و٢٠١٤ أنّ التهاب الكبد ج يحوّل وجهة هذا المركّب، وأنّ العديد من بروتينات الفيروس لها إشارات توطين وظيفيّة¹².

يقول جويس: "إنّ هذه الورقة الثالثة تعيد الفكرة تقريبًا إلى نقطة الانطلاق، وتربطها بالاستجابة المناعيّة الفطريّة". وأوضح الفريق أنّ الشبكة الغشائيّة توظّف مكوّنات مركّب المسام النوويّ للتحكّم في الوصول إلى أجزائه الداخليّة. كما تبيّن أنّ البروتينات الفيروسيّة الأساسيّة كانت معزولة داخل الشبكة الغشائيّة، فيما استُبقيت البروتينات المضيفة التي تنشّط الاستجابة المناعيّة في الخارج، وبالتالي فإنّ الشبكة الغشائيّة تقوم بوظيفة المجمّع المحصّن للمكوّنات الفيروسيّة المستهدَفة، لتنشئ فضاءً يسمح لها بالتفاعل دون أن تكشف عنها الأجهزة المناعيّة للخلايا³.

عمل الفريق لاحقًا على اختبار ما إذا كانت إضافة إشارة توطين نوويّة تستطيع الحصول على بروتينات الاستجابة المناعيّة في تخطٍّ لحارس المجمَّع. وقد نُقلت البروتينات الحاملة للإشارة إلى داخل الشبكة الغشائيّة؛ حيث يمكنها الكشف عن العديد من المكوّنات الفيروسيّة وتعرُّفها، وتنشيط الأجهزة المناعيّة للخلايا.

References