عيوب جينية تقلل فرص البقاء لمرضى سرطان الدم

التبايُنات الجينية يمكنها تفسير ضَعْف فرص حياة الأطفال الباكستانيين المصابين بنوعٍ سائد من اللوكيميا.

قراءة

©Agencja Fotograficzna Caro/ Alamy Stock Photo

يُظْهِرُ الأطفال الباكستانيون المصابون بنوع شائع من اللوكيميا، معروف باسم ابيضاض الأرومات اللمفاوية الحاد للخلايا B (B-ALL)، فرص بقاء أقلّ، مقارنةً بأقرانهم في مناطق أخرى من العالم.  

في دراسة أجراها مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، بالتعاون مع المستشفيات والجامعات في باكستان، وجد الباحثون أن بعض التشوهات الجينية التي تُصاحِب عادةً أنواع السرطان الأكثر شراسة، شائعة لدى المصابين بهذا النوع من اللوكيميا في منطقة الهند وباكستان. 

ابيضاض الأرومات اللمفاوية الحاد للخلايا البائية هو نوع السرطان الأكثر شيوعًا لدى الأطفال، ويتطور في الخلايا المُصَنِّعة للدم، ويتميز بفرط إنتاج خلايا الدم البيضاء غير الناضجة، وأحد أسبابه هو وجود جينات الورم المُدمَجة "جينات السرطنة" (FOs) وهي جينات تتكوّن عندما يتحد جينان سبق لهما الانفصال، وتعمل هذه الجينات على تشفير بروتين يُظَن أنه مسبب للسرطان.  

حلل العلماء ١٨٨ عينة دم لأطفال باكستانيين مصابين بهذا النوع من اللوكيميا، تراوحت أعمارهم بين الثانية والخامسة عشرة من العمر، جرت معالجتهم بمراكز الأورام في كل من لاهور وفيصل آباد وإسلام آباد وبيشاور، وجد الباحثون أن ٨٧،٢% من الأطفال كانوا يحملون جينات الورم المدمجة. وبحثت الدراسة بشكلٍ خاص في مدى ارتباط الأنواع الأربعة لجينات الورم المدمجة ببيولوجيا المرض ونتائج العلاج. 

وعلى غرار الدراسات السابقة التي أُجريت في باكستان والهند، وُجِدَ أن جين الورمِ المُدْمَجَ BCR-ABL هو الأكثر شيوعًا؛ إذ كُشِف عنه في حوالي نصف المرضى. 

يشفّر BCR-ABL بروتينًا طافرًا يُسمى كينيز التايروسين، يتسببُ في الانقسام غير المنظم للخلايا. ويبدو أن هذه الطفرة نادرة  (من ٢% - إلى ٥%) في الأطفال المصابين بلوكيميا B-ALL  في أوروبا وأمريكا والمملكة العربية السعودية وكوريا واليابان، إلا أن تمثيلها يتزايد في الهند وباكستان، وترتبط أكثر بالأطفال الأكبر سنًّا (من  ٧- إلى ١٥ سنة) وبمعدّلات شفاء مؤقت أقل، وفرص بقاء أقلّ. 

وبالمثل وُجِدَ أن جين الورم المدمج MLL-AF4 أعلى نسبيًّا في الظهور لدى المرضى الباكستانيين بمعدل (١٨%) مقارنةً بالمصابين بلوكيميا ـB-ALL في مناطق أخرى من العالم ويمثلون (من ١ إلى ١٧% حسب الموقع الجغرافي)، كما يرتبط بمدة بقاء قصيرة (٥٢ أسبوعًا في المتوسط). 

يقول ظَفَر إقبال -المؤلف الرئيسي في الدراسة، وأخصائي علم الوراثة في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، التابعة للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني-: "لدى الأطفال الباكستانيين المصابين بلوكيميا ـB-ALL معدّلات عالية فريدة من جينات الورم المدمجة BCR-ABL وMLL-AF4. هذا بالإضافة إلى التأخر في التشخيص ونقص الكوادر الصحية المتخصصة والمؤسسات العلاجية، كل هذا قد يكون بعض أهم أسباب نقص الكفاية في علاج هؤلاء الأطفال.  

لذا ينصح إقبال بالاستخدام الإجباري للاختبار الجزيئي في التشخيص والتكهن بخط سير المرض، وبتوفير مثبطات كينيز التايروسين للعلاج، وبتأسيس المزيد من مرافق زرع الخلايا الجذعية المُكَوِّنة للدم في مراكز علاج السرطان". 

ليس معروفًا سبب شيوع بعض جينات المسرطنة  FOs بين المرضى الباكستانيين. يؤكد إقبال: "المزيد من الدراسات مع تحليلات جينيّة شاملة، ضروري لتعميق فهمنا للأساس الجينيّ لسوء التكهن بالمرض".

References

  1. Iqbal, Z., Akhtar, T., Awan, T., Aleem, A., Sabir N., et al. High Frequency and Poor Prognosis of Late Childhood BCR-ABL-Positive and MLL-AF4-Positive ALL Define the Need for Advanced Molecular Diagnostics and Improved Therapeutic Strategies in Pediatric B-ALL in Pakistan. Molecular Diagnosis & Therapy  | article

أقرأ أيضا

أمل جديد لمرضى ليمفوما هودجكين

بحث جديد يُبيِّن أن إضافة مُركَّب ترافقي معروف يمزج بين الأجسام المضادة والعقاقير إلى خطة علاج كيميائي تقليدي، ربما تساعد في التغلب على مقاومة الأدوية.

احتشاد الجسيمات الدقيقة لتسديد ضربة قوية للأورام السرطانية

باحثون سعوديون يبتكرون جسيمات دقيقة من أكسيد الحديد لديها القدرة على نقل عقاقير متعددة إلى قلب الورم وصولًا إلى أعماقه.

تعزيز المناعة عن طريق الخلايا الجذعية قد يساعد على قمع السرطان

يُمكن أن يُساعد تحفيز الخلايا المناعية باستخدام الخلايا الجذعية المشيمية على تعزيز نشاط الجسم الطبيعي المُقاوِم للسرطان