استقصاء أثر داء السكري على المراهقين وأسرهم

ثمة حاجة لتبني نهج متعدد الاختصاصات لعلاج السكري لدى المراهقين لتحسين جودة حياتهم وحياة عائلاتهم

قراءة

©Ben Edwards/ The Image Bank/ Getty Images

داء السكري مشكلة تتنامى بسرعة، فمرضاه يبلغون نحو 382 مليون شخص حول العالم. ويؤثر المرض على نحو ٢٤% من الشباب في المملكة العربية السعودية ؛ ما يعني أن الكثير من مرضى السكري في البلاد هم من المراهقين. وقد أجرى باحثون في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية تحقيقًا حول تأثير السكري على المراهقين وعلى أسرهم؛ ما بين المشقة البدنية والآثار النفسية والاجتماعية للمتعايشين مع هذا المرض المزمن.

تقول طبيبة الأطفال فادية البحيران -من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، التابعين للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني-: "كنا نركز كثيرًا في المملكة العربية السعودية على الإدارة الطبية والتحكم في النوع الأول من السكري لدى شبابنا"، "ولكننا، فشلنا في التّطرُّق إلى الأثر النفسي الذي يتركه السكري على المرضى وعلى عائلاتهم".

بحثت فادية وزملاؤها في التأثيرات الكاملة للنوع الأول من السكري على المراهقين والقائمين على رعايتهم. إذ جمعوا معطيات من استبانات جودة الحياة المرتبطة بالصحة، والتي وُزعت على نحو ٣١٥ مريضًا تتراوح أعمارهم بين ١٢ -و١٨ سنة في ثلاثة مستشفيات. وملأ مقدمو الرعاية للمرضى نفس الاستبانة بالإضافة إلى استبانة أخرى حول تأثيرات داء السكري على أسر المرضى.

تقول فادية: "حصلنا على معدل تجاوب ممتاز". وتستطرد: "يعكس هذا اهتمام المشتركين الواضح بالتطرُّق لتعقيدات حالتهم الصحية المزمنة".

وجد الفريق أنّ جميع النتائج المسجلة (الدرجات) في إجابات الأسر بالمملكة العربية السعودية أقل من مثيلاتها في دراسات أجريت في بلدان أخرى. ففي استبانة جودة الحياة، يميل مقدمو الرعاية للمرضى إلى إعطاء درجات أقل من درجات المرضى المراهقين أنفسهم. كما سجل مقدمو الرعاية والمرضى المراهقون أقل الدرجات في فئة ’القلق‘، وقد تأثَّرت رفاهة الأهل قلقًا على مستقبل أولادهم.

وعلى الأرجح، أعربت المريضات الإناث في سنوات المراهقة المتأخرة (١٥ حتى ١٨)، عن جودة متدنية للحياة الصحية. قد يرجع هذا جزئيًّا إلى التعقيدات المتعلقة بعلاج داء السكري لدى الشابات، إذ إن التّقلبات الهرمونية في أجسامهن تطلب المزيد من الإنسولين مقارنةً بنظرائهن من الذكور. وأحيانًا تكون هنالك قضايا تتعلق بممارسات غير صحية للتحكم في الوزن.

تقول فادية: "البحث يولد الدليل اللازم إعماله للتأثير على الممارسة". "من الضروري الأخذ بنهج متعدد التخصصات لرعاية مرضى السكري والأمراض المزمنة الأخرى. ونأمل في دراسة مجموعات أخرى من المرضى المراهقين، لمعرفة ما إذا كانت النتائج الرئيسية لهذه الدراسة، مثل ’القلق‘، تتقاطع أيضًا مع فئات أخرى للمرض".

References

  1. AlBuhairan, F., Nasim, M., Al Otaibi, A., Shaheen, N. A., Al Jaser, S., & Al Alwan, I. Health related quality of life and family impact of type 1 diabetes among adolescents in Saudi Arabia. Diabetes Research and Clinical Practice (2016) | article

أقرأ أيضا

السعوديون يغيرون اتجاه السكري

لا تقترن الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بمقاومة الإنسولين بين السعوديين كما يحدث لدى الشعوب الأخرى. 

نهجٌ قائمٌ على الذكاء الاصطناعي لتحسين التنبؤ بمخاطر الإصابة بداء السكري

يٌمكن لنموذجُ شبكةٍ عصبيةٍ ابتكره مركزُ الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية  من التعرُّف على المرضى المُعرَّضين لخطر الإصابة بداء السُّكري بمستوى دقةٍ غير مسبوق

«استبيان قياس درجة عُرضة السعوديين للإصابة بداء السكري» يتنبأ بالأفراد المعرَّضين لخطر الإصابة بالمرض

طور باحثون سعوديون أداةً لتحديد الأفراد البالغين المعرَّضين لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.