حلقات الحمض النووي تساعد في توقع نتائج العلاج بالخلايا الجذعية

جدائل الحمض النووي التي تحملها الخلايا المناعية يمكنها تقديم رؤية روتينية في تقدُّم العلاج المناعي القائم على الخلايا الجذعية

قراءة

Mopic / Alamy Stock Photo

تحمل بقايا الحمض النووي الصغيرة -الناتجة عن ولادة الخلايا التائية المناعية- معلومات قيِّمة عن التقدّم المُحرَز في إعادة تشكيل الجهاز المناعي؛ التالي لزراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، وذلك وفقًا لاستعراض بحوث أجراه علماء من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية. ويمكن استخدام هذه المؤشرات الحيوية المحمولة بالدم لتتبُّع نتائج العلاج بالخلايا الجذعية المكوِّنة للدم، وللمساعدة في تحسين النتائج السريرية لمجموعة واسعة من أمراض الدم والمناعة الذاتية. 

تُعَد زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم واحدة من أسرع العلاجات الطبية الآخذة في التوسُّع، لعلاج أمراض مثل سرطان الدم والاضطرابات الدموية والمناعية المختلفة. ويعمل العلاج عن طريق إحلال نظام مناعي ’مُعاد التشكيل‘ مستمد من زرع خلايا جذعية مكونة للدم سليمة محل الجهاز المناعي المضطرب وظيفيًّا لدى المريض. 

إلا أن إعادة التشكيل تتم بالعديد من الطرق وقد يعتريها الخلل. ففي الأشهر الأولى، يعاني مرضى زراعة الخلايا الجذعية نقصًا شديدًا في المناعة ليكونوا بذلك عرضةً بشكل كبير للإصابة بالعدوى. ومع التقدم في مرحلة إعادة تشكيل الجهاز المناعي، يصبح المرضى -على نحو متزايد- عرضةً لاستجابات مناعية محتملة قد تكون قاتلة، مثل داء الطعم حيال الثويّ، الذي يبدأ فيه الجهاز المناعي المعاد تشكيله حديثًا بمهاجمة خلايا المريض الخاصة. ومن الصعوبة بمكان علاج مضاعفات كهذه، نظرًا لأن الأدوية المثبطة للمناعة المستخدَمة لعلاج هذا الداء تضعف قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى. وهكذا فإن تتبُّع التقدُّم المُحرَز في إعادة تشكيل الجهاز المناعي واستباق الحاجة إلى التدخل ما زالا يشكلان عقبة رئيسية أمام تحسين العلاج بالخلايا الجذعية المكوّنة للدم. 

واستنادًا إلى التطور السريع في فهم هذه التفاعلات، دأب محمد أبو مرعي -رئيس وحدة الخلايا الجذعية والطب التجديدي بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية- والباحثون المتعاونون معه من معهد كارولينسكا في السويد، على مراجعة البحوث المتعلقة بالمؤشرات الحيوية المحتملة التي يمكن استخدامها لرصد التقدُّم المُحرَز في إعادة تشكيل الجهاز المناعي. وقد ركزت مراجعاتهم على "حلقات استئصال مستقبلات الخلايا التائية" (TRECs): حلقات صغيرة من الحمض النووي متبقية من تشكيل الخلايا التائية المناعية، يمكن العثور عليها بتركيزات كافية في الدم، ويُكشَف عنها باستخدام أساليب تحليل الحمض النووي التقليدية. 

بعد استعراض مجموعة واسعة من البيانات والأدبيات، حدد الفريق نوعًا معينًا من حلقات استئصال الحمض النووي، يدعى حلقات استئصال مستقبل الخلايا التائية وحيدة الوصلة (sjTRECs)، يمكن استخدامه للتمييز بين نشاط الجهاز المناعي الفطري المتطور في وقت مبكر والجهاز المناعي التكيُّفي النوعي للمستضدات، الذي يتميز بكونه أقوى ولكن أبطأ تطورًا. ويشير أبو مرعي وزملاؤه إلى أن مؤشرًا حيويًّا كهذا يمكن استخدامه لتحديد المشكلات أو التأخير في تطور الجهاز المناعي، وتوفير معلومات مفيدة فيما يخص حالة إعادة تشكيل الخلايا التائية المناعية الوظيفية، ذات الإمكانات المحتملة لاستخدامها كأسلوب سريري قياسي لتوقُّع إمكانية حدوث العدوى الحادة، وبالتالي تحسين معدلات بقيا الخلايا الجذعية المكونة للدم.

 

References

  1. Gaballa, A., Sundin, M., Stikvoort, A., Abumaree, M., Uzunel, M., Sairafi, D., Uhlin, M. T cell receptor excision circle (TREC) monitoring after allogeneic stem cell transplantation; a predictive marker for complications and clinical outcome. International Journal of Molecular Sciences 17, 1705 (2017). | article

أقرأ أيضا

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.

أيهما أفضل في التشخيص؟

دراسة جديدة تقارن بين كفاءة التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي في اكتشاف إصابات العمود الفقري العنقي لدى الأطفال المصابين فاقدي الوعي.

احتشاد الجسيمات الدقيقة لتسديد ضربة قوية للأورام السرطانية

باحثون سعوديون يبتكرون جسيمات دقيقة من أكسيد الحديد لديها القدرة على نقل عقاقير متعددة إلى قلب الورم وصولًا إلى أعماقه.