أيهما أفضل في التشخيص؟

دراسة جديدة تقارن بين كفاءة التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي في اكتشاف إصابات العمود الفقري العنقي لدى الأطفال المصابين فاقدي الوعي.

قراءة

Science History Images / Alamy Stock Photo

لعل التشخيص الدقيق لإصابات العمود الفقري العنقي لدى المصابين فاقدي الوعي من الأطفال، ليس بالأمر الهين. فقد أجرى باحثون بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) دراسة أترابية بأثر رجعي، بغرض تقييم التشخيص الفعَّال باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

يتعرض الأطفال ممن أصيبوا في حوادث السيارات، أو في أثناء ممارسة الرياضة، أو خلال حوادث السقوط، إلى إصابات العمود الفقري العنقي. فإذا ما تُركت تلك الإصابات دون علاج، فقد تؤدي إلى التدهور العصبي، ثم الشلل والوفاة. لذلك يجب على الاختصاصيين في المجال الطبي التحقق على الفور من احتمالية حدوث إصابة في الفقرات العنقية لدى الأطفال المصابين في أعقاب الحوادث الرضية المُفجعة.

في إطار المقارنة بين طرق التشخيص، بدأ الباحثون ملاحظة جميع المرضى الذين أُودعوا في مركز الإصابات والرضوض من المستوى الأول، الذي أُنشئ لخدمة الحرس الوطني السعودي وعائلاتهم داخل مدينة الملك عبد العزيز الطبية (KAMC)، في الفترة ما بين يناير 2005 ويوليو 2018.

درس الباحثون 62 حالة لأطفال مرضى فاقدي الوعي تبلغ أعمارهم 15 عامًا أو أقل، ويُشتبه في إصابة فقراتهم العنقية . جمع الباحثون بيانات تشمل العمر، والجنس، وآلية الإصابة، ومدى شدتها، والطريقة المستخدمة للكشف عن إصابات العمود الفقري العنقي، ونتائج الأشعة، وزمن المسح، والنتائج المتعلقة بالمريض.

حلَّل الباحثون البيانات، ووجدوا أن التصوير المقطعي المحوسب كان فعّالًا في التقييم المبدئي للإصابة. فوفقًا للدراسة، حدد التصوير المقطعي المحوسب بدقة 28 طفلًا مصابًا بتشوهات في الفقرات العنقية، مثل استقامة الفقرات، أو الكسور، أو التجمعات الدموية، أو الخلع الجزئي (اختلال اصطفاف الفقرات).

بيد أنه لم يكن في الإمكان التعويل على التصوير المقطعي المحوسب بصورة كبيرة في حالة المشكلات ذات الصلة بالأنسجة الرخوة والأربطة. أما التصوير بالرنين المغناطيسي فقد تمكن من اكتشاف خمس حالات تعاني من تشوهات لم يتمكن التصوير المقطعي المحوسب من الكشف عنها في السابق. وقد تنوعت التشوهات في شدتها ما بين تراخي في الأربطة، وإصابات غير مستقرة في الأربطة القحفية العنقية.

بلغ متوسط ​​عمر الأطفال المرضى ثمانية أعوام، وكان ما يقرب من ثلاثة أرباعهم من الذكور. ولوحظ أن السبب الأكثر شيوعًا للإصابات كان الحوادث المرورية (بنسبة 59,7%)، تليها حوادث المشاة (بنسبة 21%) وحوادث السقوط (بنسبة 14,5%). وتراوحت فترة مكوث المرضى في وحدة العناية المركزة بين 18 و29 يومًا على التوالي.

يشير سعود السرهيد، أحد المؤلفين المشاركين في البحث، إلى أنه: "لم يحدث التدخل الجراحي في معظم تلك الحالات، باستثناء حالة واحدة. تعكس هذه النتائج دقة التصوير المقطعي المحوسب وقدرته على التحديد  بنسبة 84,8% و100% على التوالي".

ورغم أن التصوير بالرنين المغناطيسي أكثر تكلفة من التصوير المقطعي المحوسب، فإنه فعّال من ناحية التكلفة الكلية، كما أنه لعب دورًا في تقليص مدة تعافي المرضى، حسبما استنتج الباحثون.

References

  1. Al-Sarheed, S., et al. Cervical spine clearance in unconscious pediatric trauma patients: a level l trauma center experience. Child’s Nervous System 36, 811–817 (2020).| article

أقرأ أيضا

حلقات الحمض النووي تساعد في توقع نتائج العلاج بالخلايا الجذعية

جدائل الحمض النووي التي تحملها الخلايا المناعية يمكنها تقديم رؤية روتينية في تقدُّم العلاج المناعي القائم على الخلايا الجذعية

جلد إلكتروني: الأفق الجديد للأعضاء الاصطناعية

مستشعرات مطّاطة إلكترونية جديدة يمكنها المساعدة في تنبيه ضحايا الحروق والأفراد الذين يستخدمون أطرافًا صناعية من أخطار كالحريق.   

وضع المملكة العربية السعودية على خريطة التجارب السريرية

مبادرة كيمارك الجديدة تتأهب لبدء اقتصاد المملكة العربية السعودية الخاص بالتجارب السريرية، والتوصل إلى علاجات لمواطنيها.