كبح جماح الاستعمال المفرط لمضادات الميكروبات

 ارتفاع مستويات استخدام المضادات الحيوية في وحدات العناية المركزة في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية يؤدّي إلى تفاقم مشكلة مقاومة المضادات الحيوية.

قراءة

REB Images/ Getty Images

رصد باحثون بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية خمس وحدات للعناية المركزة للبالغين، على مدار 33 شهرًا،  بهدف المساعدة في وضع تدابير للحدّ من الاستخدام غير الضروري لمضادات الميكروبات، وبالأخص المضادات الحيوية، والسيطرة على ظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات. أظهرت الدراسة أن استخدام بعض أنواع المضادات الحيوية في المملكة العربية السعودية يزيد عمّا هو عليه في بلدان أوروبية بمقدار ستّة أضعاف.

 بالنسبة إلى المرضى المصابين بالكائنات الحيّة الدقيقة المُمرضة، يمكن لمضادات الميكروبات واسعة المفعول أن تشكل الفارق بين الحياة والموت. ولكن بالنظر إلى توافر مضادات الميكروبات بسهولة، وبأسعار زهيدة بشكلٍ عام، وكونها آمنة أيضًا، فغالبًا ما يتم الإفراط في استخدامها. لقد ارتبط الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية بمقاومة الميكروبات لهذه المضادات، ومن ثم فقد سلطت هذه المستويات العالية من الاستهلاك في المستشفيات الضوء على الحاجة المُلحة لوضع مبادئ توجيهية أكثر صرامة.

كانت منظمة الصحة العالمية أصدرت في عام 2015 خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، وبناءً على هذه الخطة، وضعت بلدان مجلس التعاون الخليجي خطّة وطنية للتصدّي لمقاومة مضادات الميكروبات من أجل تحديد الاستهلاك المرجعي لمضادات الميكروبات.

 تقول حنان بلخي، المدير التنفيذي السابق لإدارة الوقاية من العدوي ومكافحتها في الشئون الصحية بوزارة الحرس الوطني والمؤلّف الرئيسي لتلك الدراسة: "إن تقدير الاستهلاك المرجعي لمضادات الميكروبات سيخدم أغراضًا متعددة؛ منها تحديد الوحدات أو العنابر ذات الاستهلاك الأعلى في المستشفيات، ومراقبة تأثير الإجراءات المستقبلية، والحد من الأنماط غير الملائمة من الوصفات الطبية".

جمعت بلخي وزملاؤها بيانات عن الجرعات اليومية وطول فترة العلاج ومدى تكرار الاستهلاك اليومي لـ 16 من مضادات الميكروبات المستخدمة في وحدات العناية المُركّزة الممولة حكوميًا والتي تقدّم خدمات الرعاية الصحية لحوالي 1800 مريض سنويًا.

 رصد مؤلفو الدراسة أكثر من أربعين ألف جرعة من الأدوية المضادة للميكروبات قُدّمت أثناء احتجاز 4919 حالة بالمستشفيات. كان متوسط فترة العلاج 9.5 أيام، وأشارت الدراسة إلى أن مضادات الميكروبات الأكثر استهلاكًا في جميع وحدات العناية المركزة كانت ميروبينم (21.4%)، ويليه بيبراسيلين/تازوباكتام (16.8%)، ثم فانكومايسين (14.9%)، وكوليستين (13.5%)، وأخيرًا مضاد الفطريات كاسبوفنجن (8%).

كان هناك بعض التفاوت في استهلاك مضادات الميكروبات المخصصة لوحدات العناية المركزة، حيث كانت الكاربابينيمات، وهي مجموعة من المضادات الحيوية واسعة المفعول تشمل الميروبينم، هي الأكثر استخدامًا في التدخّلات الجراحية، والحروق، والوحدات التي توفر رعاية انتقالية بين وحدة العناية المركزة والعنبر العام، فيما كان بيبراسيلين/تازوباكتام هو أكثر مضادات الميكروبات استخدامًا في وحدات العناية المركزة الخاصة بجراحات القلب والصدر.

على الرغم من أن الدراسة لم تتمكّن من تحديد ما إذا كان استهلاك مضادات الميكروبات غير مناسب أو مفرط، فإن مقارنات شملت تقارير شبيهة واردة من بلدان أخرى تشير إلى أن استخدام الكاربابينيمات أعلى بكثير في المملكة العربية السعودية؛ حيث بلغ استخدامه ستة أضعاف ما هو عليه في بعض البلدان الأوروبية، وهو ما قد يعد عاملًا أسهم في ظهور البكتيريا المعوية المقاومة للكاربابينيم، وكذلك بكتيريا الراكدة المقاومة للكاربابينيم، والتي شُخِّصت في بعض مُستشفيات دول مجلس التعاون الخليجي. 

تقول بلخي: "تشير نتائجنا إلى أن الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية يجب أن يصيرَ أولوية، وأن تنفيذ برامج متخصصة معنية بالإشراف على استخدام مضادات الميكروبات سيضمن أن أولئك الذين يحتاجون مثل هذه المضادات سوف يتلقونها في الوقت المناسب، وأولئك الذين لا يحتاجونها لن يحصلوا عليها".

References

  1. Balkhy, H. H., El-Saed, A., El-Metwally, A., Arabi, Y. M., Aljohany, S. M. et al. Antimicrobial consumption in five adult intensive care units: a 33-month surveillance study. Antimicrobial Resistance and Infection Control 7, 156 (2018). | article

أقرأ أيضا

إجراء بديل لجراحة الصمام الأبهري يسفر عن نتائج مشجعة

بديل طفيف التوغل لجراحة القلب قد يقدّم نتائج أفضل لعلاج مجموعة أوسع من مرضى تضيّق الصمام الأبهري 

الآلية الجزيئية التي تربط بين الميلاتونين والذاكرة

آلية تخفيف عيوب الذاكرة عن طريق الميلاتونين قد تفتح آفاقًا علاجية جديدة.

تحديث تقديرات الوزن عند الولادة 

بحث جديد يتيح مخطَّطات أكثر دقة لتقييم الوزن عند الولادة، بناءً على معلومات مُحدَّثة، لتحديد حاجة الرُضّع إلى الرعاية من عدمها.