إجراء بديل لجراحة الصمام الأبهري يسفر عن نتائج مشجعة

بديل طفيف التوغل لجراحة القلب قد يقدّم نتائج أفضل لعلاج مجموعة أوسع من مرضى تضيّق الصمام الأبهري 

pirke / Alamy Stock Photo

لطالما مثلت الجراحة أفضل أمل للوقاية من السكتة الدماغية أو قصور القلب لدى المرضى المصابين بتضيق الصمام الأبهري، وهي حالة خطيرة تضيق فيها فتحة الصمام الأبهري، مما يحدّ من تدفق الدم القادم من القلب إلى الشريان الرئيسي. والآن، تشير بيانات مستمدة من تجربة سريرية جديدة أجراها فريق يقوده مايكل ماك -في مستشفى بيلر سكوت آند وايت لصحة القلب في بلانو، بولاية تكساس- إلى أن ثمة جراحة طفيفة التوغُّل تُعرف باسم "استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة"، قد تقدم بديلًا أكثر بساطةً فاعليةً لمعظم المرضى.

يعاني المصابون بالتضيُّق الحاد من تقلُّص خطير في الصمام الأبهري، وهو ما يمنعه من الانفتاح الكامل على نحو يسمح بدخول الدم. يُعَد الاستبدال الجراحي للصمام الأبهري هو الحل المعتاد لعلاج ضرر كهذا والوقاية من المضاعفات القلبية الوعائية. وقد طور الباحثون عملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة بوصفها بديلًا علاجيًّا للمرضى الذين قد يعانون من مضاعفات نتيجة التدخُّل الجراحي، وهي تتضمن استخدام قسطرة لتوصيل صمام قابل للتمدد يمكنه أن يفتح الصمام الأبهري مباشرةً دون حاجة إلى استبداله الكامل. يشبه الصمام الجديد الدعامة، وبمجرد أن يتمدد داخل الصمام، فإنه يتولى تنظيم تدفق الدم.

 يشيع اليوم إجراء عمليات استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة حتى للمرضى الذين يعتبر خطر تعرُّضهم لمضاعفات جراحية منخفضًا، ولكن لم يتضح بعدُ مدى نجاح هذا النهج مقارنةً بالاستبدال الجراحي التقليدي. شرع ماك وزملاؤه في إجراء تجربة سريرية تحت اسم 3PARTNER لوضع الصمامات الأبهرية عبر القسطرة للإجابة عن هذا السؤال. أجرى الفريق تجربته على مجموعة من المرضى المصابين بتضيُّق حاد في الصمام الأبهري، ممن تنخفض خطورة تعرُّضهم للتدخل الجراحي، وأخضعوا 496 منهم لاستبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، و454 لجراحة استبدال الصمام التقليدية، ثم راقبوا المجموعتين على مدار عام.

ما أثار دهشة الباحثين أنهم وجدوا أن خطر الوفاة، أو السكتة الدماغية، أو الاحتجاز في المستشفى خلال تلك الفترة قد انخفض بمقدار النصف تقريبًا في مجموعة المرضى الذين خضعوا لاستبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة، مقارنةً بأولئك الذين خضعوا للجراحة التقليدية. فضلًا عن ذلك، كانت نتائج هذا الإجراء طفيف التوغُّل أفضل على المدى القصير؛ إذ حد بنسبة كبيرة من خطر الوفاة أو السكتة الدماغية أو المضاعفات الأخرى، حتى في غضون الثلاثين يومًا الأولى التالية للعلاج. كانت هذه الفوائد الإضافية لعملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة واضحة على الرغم من أن المرضى الذين خضعوا للجراحة التقليدية في هذه التجربة أبدوا استجابةً جيدةً بشكل عام؛ إذ كانت حصيلة الذين توفوا أو أصيبوا بسكتة دماغية بعد عام من إجراء الجراحة أقل من 3 بالمئة.

ينبه ماك وزملاؤه إلى أن مدة هذه الدراسة لا تزال قصيرةً للغاية، بحيث لا يمكن التوصُّل من خلالها إلى  استنتاج حاسم بشأن مدى ملاءمة استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة لجميع المرضى، وأشاروا إلى أنهم سيراقبون هذه المجموعة من المرضى لمدة عشر سنوات على الأقل؛ لمتابعة مدى قوة الصمامات المزروعة وتحمُّلها. وعلى الرغم من ذلك، فإن نتائج تجربة PARTNER3 مشجعة جدًّا، وتشير إلى أن هذه الإستراتيجية العلاجية الأقل توغلًا قد تقدم نهجًا أفضل لعلاج عدد أكبر من مرضى تضيُّق الصمام الأبهري.

References

  1. Mack, M.J., Leon, M.B., Thourani, V.H., Makkar, R., Kodali, S.K. et al. Transcatheter aortic-valve replacement with a balloon-expandable valve in low-risk patients. New England Journal of Medicine 380, 1695–1705 (2019).| article

أقرأ أيضا

تحديث تقديرات الوزن عند الولادة 

بحث جديد يتيح مخطَّطات أكثر دقة لتقييم الوزن عند الولادة، بناءً على معلومات مُحدَّثة، لتحديد حاجة الرُضّع إلى الرعاية من عدمها.

أجهزة طبيّة خفيفة قابلة للارتداء لمتابعة مرض السكّري

مستشعر نانويّ مرن جديد يمكن لمرضى السكّري ارتداؤه لمساعدتهم في مراقبة مستويات الجلوكوز دون الاضطرار إلى إجراء اختبارات الدم

كبح جماح الاستعمال المفرط لمضادات الميكروبات

رصد باحثون بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية خمس وحدات للعناية المركزة للبالغين، على مدار 33 شهرًا...