كشف غموض نظام غذائي يُحييك طويلًا

قد يكون الأثر المطيل للعمر للتقييد الغذائي المعتدل لدى الديدان المدوّرة ناتجًا عن إفراز بروتين يؤثر في النهاية على الجينات المنظمة للأيض. ويسلط هذا الضوء على أهمية التنظيم العصبي الصمّاوي في الشيخوخة وفي العلاجات الهادفة إلى إطالة العمر.

من الكائنات وحيدة الخلية إلى الثدييات، يؤدي تقليل ما يأكله الكائن من طعام بنسبة 30 إلى 40 في المئة مقارنة بمستويات ما يأكله بلا قيود، إلى إطالة عمره ومقاومته للأمراض المرتبطة بالسن. لكن أسباب هذه المنافع غير واضحة.

 يستخدم العلماء حاليًّا ديدان "الربداء الرشيقة" المدورة الشفافة البالغ طولها مليمترًا واحدًا كنموذج لتعميق معرفتنا بالعمليات الحيوية المرتبطة بالتقدم في السن. فقد وجدت دراسة حديثة أجراها فريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، آلية جديدة يضبط بها إدراك ديدان الربداء الرشيقة الحسيّ للطعام المتاح، تأثيرالتقييد الغذائي على طول العمر.

 ركز الفريق البحثي على بروتين صغير لدى الديدان يسمى DAF-7. ووجدوا أنه عندما تدرك هذه الديدان أن الطعام محدود، كما هو الحال في أثناء التقييد الغذائي، يفرز زوجان من الخلايا العصبية الحسية بروتين DAF-7. ما يؤدي إلى تفعيل عامل النسخ DAF-16، وهو منظم رئيس لعدد كبير من الجينات المتصلة بالإجهاد التأكسدي ووضع التحمل (وهو حالة تشبه السبات).

 علاوة على ذلك، فإذ إن مستويات بروتين DAF-7 تتناقص مع التقدم في السن، فإن الديدان المدورة المسنّة لا تستجيب لأثر إطالة العمر المترتب على التقييد الغذائي، وهو شيء ربما يعلل ما أظهرته الدراسات السابقة من أن الحيوانات المتقدمة في السنّ التي تخضع للتقييد الغذائي لا تُظهر إطالة في العمر.

 يخلص الباحثون إلى أنه حيث إن دراستهم تشير إلى إمكانية ضبط استجابة الدودة المدورة للتقييد الغذائي من خلال مسارات عصبية صماوية معينة، فمن المحتمل أن تكون العقاقير التي تستهدف المسارات المماثلة لدى الثدييات قادرة على حفز إطالة العمر عند استخدامها جنبًا إلى جنب مع تعديلات في الأنظمة الغذائية.

References