التطلع إلى استعادة الدفاعات المناعية في مرض الالتهاب الكبدي ’ب‘

مضادات للأكسدة يمكنها عكس مسار التغيرات التي تحدث في الخلايا المناعية، والتي تساعد فيروس التهاب الكبد ’ب‘ على البقاء

قراءة

N/A

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن التهاب الكبد الفيروسي "ب" المزمن يصيب نحو 240 مليون شخص، مما يعرضهم لخطر الإصابة بتليف وسرطان الكبد، بدرجة كبيرة.

قد تنشأ خيارات علاجية جديدة للمرض، في حال توجيه الأبحاث إلى مكوِّنات الجهاز المناعي التي تتعطل وتصبح غير قادرة على الاستمرار في استهداف الخلايا المصابة.

كارلو فيراري وزملاؤه في جامعة بارما الإيطالية، إلى جانب أقرانه في جهات أخرى بإيطاليا، ركزوا على مشكلة خلايا مناعية معينة تسمى الخلايا التائية CD8، تصبح "منهكة" في الصورة المزمنة من المرض. يقول فيراري: "نبحث عن استراتيجيات لمعالجة هذه المشكلة"، مشيرًا إلى أن طرق العلاج الحالية محدودة ومصحوبة بآثار جانبية.

بدأ الباحثون بإجراء تحليل واسع النطاق لنشاط كل الجينات في الخلايا التائية المختصة بالفيروس والمعزولة من مرضى مصابين بالتهاب الكبد "ب". وبحثوا عن التغيرات التي قد تفسر سبب ضعف مناعة المرضى تجاه هذا الفيروس. ساعدهم ذلك على اكتشاف وجود انخفاض شديد في التعبير الجيني لجينات في الميتوكوندريا -وهي العضيات الخلوية التي تمد الخلايا بالطاقة.

يقول فيراري: "بعد تعرُّف هذه التغيُّرات في الميتوكوندريا، بدأنا البحث عن استراتيجيات محددة لتصحيحها". وجاء الخيار الواعد في هيئة جزيئات مضادة للأكسدة تتصدى لأنواع الأكسجين التفاعلية، التي يمكنها التسبب في ضرر كيميائي يعطل نشاط الجينات وغيرها من مكونات الخلية. وأدى علاج الخلايا التائية باثنين من مضادات الأكسدة الواعدة إلى تعافٍ ملحوظ في نشاط الخلايا المضاد للفيروس. هذه الرؤية المهمة التي تقدمها الدراسات، عن طريق استخدام خلايا معزولة من المريض، تعزز الأمل في إثبات فاعلية العلاج باستخدام مضادات الأكسدة.

ثمة مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة يمكن دراستها، والتركيز على أفضلها من حيث استهداف الميتوكوندريا وعلاجها. ولا يزال هناك طريق طويل من الاستكشاف والاختبار قبل أن يقود أحد الاحتمالات المُكتَشفة عن الخلايا المعزولة إلى علاج آمن وفعّال للمرضى.

وتتضمن الخطوات الأولى بشكل عام التحوُّل إلى إجراء التجارب على الحيوانات، وهي الخطوات التي يفكر الباحثون في اتخاذها باستخدام فيروس مشابه لفيروس "ب" يصيب الفئران الجبلية. ولكن لا تُعَد هذه الحيوانات نموذجًا مثاليًّا لفيروس التهاب الكبد ب البشري، لذا يشير فيراري إلى أن الفريق قد ينتقل مباشرة إلى إجراء التجارب على البشر. ويقول: "قد تكون هذه هي الخطوة التالية الأكثر منطقية، فقد سبق بالفعل اختبار مضادات الأكسدة، التي تستهدف الميتوكوندريا، سريريًّا في أمراض أخرى".

References

  1. Fisicaro, P., Barili, V., Montanini, B., Acerbi, G., Ferracin, M. et al. Targeting mitochondrial dysfunction can restore antiviral activity of exhausted HBV-specific CD8 T cells in chronic hepatitis B. Nature Medicine 23, 327–336 (2017).| article

أقرأ أيضا

إرشادات للسلامة العامة

ارتداء أحزمة الأمان والامتناع عن استخدام الهواتف المحمولة أمران أساسيان للحدّ من إصابات الدماغ والحبل الشوكي.

انتبهوا لآلام الصدر

حتى من دون التعرض لانسداد خطير في الشرايين، فغالبًا ما يكون الألم نذيرًا لأمراض القلب المميتة.

التحديات النفسية لمرضى الصرع

يرتبط أحد الأشكال الشائعة للصرع بمشكلات وجدانية وسلوكية لدى الأطفال.