فيروس كورونا يتحاشى الاستجابة المناعية

بروتين سطحي أحادي يساعد الفيروس المُتسبب في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية على البقاء عبر تثبيط جهاز المناعة

N/A

بحث فريق علماء من المملكة العربية السعودية واليونان كيف يصيب فيروس كورونا -المعروف اختصارًا باسم ميرس (MERS-CoV)- جسم المضيف، واكتشفوا الآلية التي يتبعها الفيروس القاتل لقمع استجابات خلايا الدم البيضاء.

اكتُشفت أول إصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في البشر عام 2012 في السعودية، حيث أصابت عدواه أكثر من 1900 شخص، وأسفرت عن وفاة أكثر من ثلثهم، حتى مارس 2017.

وجد الفريق البحثي الذي يرأسه أحمد القحطاني -اختصاصي علم المناعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث- أنّ البروتين ’الشائك‘ الموجود على سطح الفيروس يحرض على كبح جهاز المناعة لجسم المصاب بالعدوى. ويحدث ذلك عن طريق ارتباط هذا البروتين بمُستقبِل محدد، يدعى DPP4، الموجود على سطح الخلايا البلعمية -نوع من خلايا الدم البيضاء التي تتخلص من العوامل المُمْرضة عبر الإحاطة بها وابتلاعها وهضمها. مستقبِل DPP4 موجود أيضًا على سطح الخلايا المبطنة للقناة التنفسية. ويُمكِّن ارتباط بروتين الفيروس الشائك بهذا المُستقبل من التصاق الفيروس بهذه الخلايا وغزوها، مما يساعد بشكل كبير على نشوء العدوى في جسم المضيف.

عادةً ما تستجيب الخلايا البلعمية للجُسيمات الغريبة عبر تحرير جزيئات تأشير منشِّطة للالتهاب لبدء عملية رد الفعل المناعي للجسم تجاه المواد المعدية. لكنّ التفاعل بين البروتين الشائك ومستقبل DPP4 يمنع حدوث ذلك.

أنتج الباحثون في دراستهم فيروسًا وهميًّا مُحاكيًا يظهر على سطحه البروتين الشائك فقط، وذلك لاستبعاد احتمالية إسهام أي تفاعلات أخرى لمقاومة فيروس كورونا. ثم قَيَّموا تأثيرات تفاعل البروتين الشائك للفيروس مع مستقبِل DPP4 لخلايا مناعية معزولة.

إضافة إلى بحث الدور الذي يؤديه مستقبل DPP4 في بقاء فيروس كورونا، بات يشكّل أيضًا هدفًا للأبحاث العلاجية كما يقول القحطاني. ويضيف: "إنّ DPP4 معروف جيدًا لوظيفته في الخلايا المناعية، كما أنّ مثبطات DPP4 تُستخدم كعقاقير مضادة لداء السكري".

ويأمل فريق القحطاني في أن يحقق اكتشافهم، في يومٍ ما، نفعًا كبيرًا للمرضى المصابين بفيروس كورونا. ويقول: "ما اكتشفناه يقدّم آلية قد تُفسر سبب فشل أجسام الأشخاص المصابين بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في التخلص من الفيروس كما تفعل أجسامهم مع الفيروسات التنفسية الأخرى، كما يقترح هذا البحث علاجًا ممكنًا لتعزيز الاستجابات المناعية والاستجابات المضادة للفيروسات لدى المرضى المصابين بالعدوى".

References

  1.  Al-Qahtani, A.A., Lyroni, K., Aznaourova, M., Tseliou, M., Al-Anazi, M. et al. Middle east respiratory syndrome corona virus spike glycoprotein suppresses macrophage responses via DPP4-mediated induction of IRAK-M and PPARγ. Oncotarget (2017)| article

أقرأ أيضا

المملكة العربية السعودية تسبر أغوار جراثيمها الخارقة

أول دراسة تختبر مقاومة المضادات الحيوية، وعوامل الضراوة، والتنوع الجيني للسلالات المقاومة للعقاقير المتعددة في المملكة العربية السعودية.

الحياة على خط المواجهة مع «كوفيد-19»

طبيب تخدير مصري مُقيم في لندن يصف الواقع الذي يعيشه العاملون في القطاع الصحي في ظل تفشي «كوفيد-19»

فيروس «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» لا يتأثر بهجمات المضادات الحيوية

ثمة فئة من المضادات الحيوية واسعة الاستخدام أثبتت إمكانات واعدة لقمع أنواع معينة من العدوى