المملكة العربية السعودية تسبر أغوار جراثيمها الخارقة

أول دراسة تختبر مقاومة المضادات الحيوية، وعوامل الضراوة، والتنوع الجيني للسلالات المقاومة للعقاقير المتعددة في المملكة العربية السعودية.

قراءة

(National Institute of Allergy and Infectious Diseases (NIAID

كشف تحليل جيني لبكتيريا خطيرة مقاوِمة للمضادات الحيوية في مستشفى سعودي (مدينة الملك عبد العزيز الطبية) عن وجود ارتباطات جديدة بين الجينات المقاومة للمضادات الحيوية والسلالات البكتيرية، وهذه الارتباطات مفيدة لمراقبة حالات العدوى.

يُعتبر الانتشار العالمي للكلبسيلة الرئوية K. pneumonia المقاوِمة لعقاقير متعددة أحد الشواغل الملحّة على قطاع الرعاية الصحية. والكلبسيلة الرئوية هي بكتيريا تعيش في الأمعاء والبراز، وهي غير ضارة عادةً إلا إذا انتشرت في أجزاء أخرى من الجسم عن طريق التلامس البشري. يمكن للمصاب بها أن يعاني من حالات عدوى حادة بالرئتين أو المثانة أو الدماغ أو الكبد أو العينين أو الدم أو الجروح المفتوحة. وترتفع احتمالات الإصابة بالعدوى إذا كان الشخص مريضًا، مما يجعل السيطرة عليها في المستشفيات أمرًا صعبًا، حيث يكون الجهاز المناعي للمرضى أضعف. وثمة عامل آخر يهدد بالإصابة بالعدوى هو استخدام المضادات الحيوية لمدة طويلة، وهي مشكلة شائعة في جميع أنحاء العالم، ولا سيّما في العالم العربي.

في المملكة العربية السعودية، تُعَد الكلبسيلة الرئوية من أكثر مسبِّبات الأمراض صعوبةً في السيطرة عليها من بين حالات العدوى المكتسبة عن طريق المستشفيات، التي تصيب الجهاز البولي والجهاز التنفسي ومجرى الدم. وهي بصدد أن تصبح مقاوِمةً المضادات الحيوية، ومن ضمنها الكاربابينيمات، التي تُعَد خط الدفاع الأخير في مواجهة البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية.

جمع الباحثون في مدينة الملك عبد العزيز الطبية 71 عينةً من المرضى في عامي 2011 و2012. وكانت جميع عينات البكتيريا التي دُرست مقاوِمةً لأكثر من ثلاثة أنواع من المضادات الحيوية، وكشف التحليل الجيني عن الجينات المسؤولة عن هذه المقاومة للمضادات الحيوية. من بين الجينات التي توفر مقاومةً للكاربابينيمات، حدد الباحثون الجين OXA-48 باعتباره الأكثر شيوعًا؛ إذ جرى رصده في 67.6 بالمئة من العينة المدروسة، ويأتي بعده الجين NDM-1، الذي وُجد في 12.7 بالمئة من المستنبتات المعزولة. وكان حوالي 8.5 بالمئة من العينات يحمل كلا الجينين، و11.2 بالمئة لا يحمل أيًّا منهما. ومن الجدير بالملاحظة أن أيًّا من العيّنات لم تحمل أحد أكثر الجينات المقاومة للكاربابينيم انتشارًا في الولايات المتحدة والدول الأخرى (K. pneumoniae carbapenemases).

أسفر المزيد من التحليل عن تصنيف هذه العينات البكتيرية إلى 18 نمطًا وراثيًّا، يُطلق عليها أنواع التسلسل (STs)، واكتشاف ارتباطات جديدة بين بعض الجينات المقاوِمة للمضادات الحيوية وبعض أنواع التسلسل. فعلى سبيل المثال، كانت جميع العينات التي تنتمي إلى نوع التسلسل الأكثر وفرةً (ST-199) إيجابيةً بالنسبة للجين OXA-48، ولكن ليس للجين NDM-1. وأظهرت الدراسة أيضًا أن العينات التي تنتمي إلى النوع ST-152 هي فصيلة فرعية نادرة من الكلبسيلة الرئوية تُسمى ozaenae، وهي ناقلات مألوفة للجين NDM-1. وهذا هو أول تقرير يصف وجود الجين NDM-1 في هذه الفصيلة الفرعية.

كما تعرّف الباحثون أيضًا على الأجزاء المتنقلة من الحمض النووي التي تتيح للبكتيريا اكتساب الجينات المقاومة للمضادات الحيوية وتبادلها. وعن طريق دراسة العوامل التي تساعد على نمو البكتيريا وتوغلها، وجد العلماء أيضًا أن العينات ربما لم تكن فائقة الضراوة (الأنواع المرتبطة بنوع أكثر عدوانيةً من العدوى)، مما يدعم فكرة أن مقاومة المضادات الحيوية والضراوة الفائقة سمتان منفصلتان عن بعضهما.

ونظرًا إلى أن البكتيريا التي تحمل أنماطًاوراثيةً معينةًتزداد احتمالاتاكتسابها مقاومةًلعقاقير متعددة، فإن تتبُّع الارتباطاتبين جينات المقاومة، والحمض النووي المسؤول عن اكتساب ومبادلة تلك الجينات، والسلالاتالبكتيرية يمكن أنيساعد في مراقبة هذه الظاهرة؛ لمواجهة الجراثيم الخارقة. 

References

  1.  uz Zaman, T. et al. Clonal diversity and genetic profiling of antibiotic resistance among multidrug/carbapenem-resistant Klebsiella pneumoniae isolates from a tertiary care hospital in Saudi Arabia. BMC infectious diseases 18 (2018). | article

أقرأ أيضا

فيروس «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» لا يتأثر بهجمات المضادات الحيوية

دراسة تبيّن أن المضادات الحيوية الماكروليدية لا تستطيع مكافحة فيروس كورونا المسبب لـ«متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» بفاعلية.

الحياة على خط المواجهة مع «كوفيد-19»

طبيب تخدير مصري مُقيم في لندن يصف الواقع الذي يعيشه العاملون في القطاع الصحي في ظل تفشي «كوفيد-19»

التشبُّث بالحقائق في زمن الجائحة

في خضم هذا السيل الهائل من الأخبار والنصائح والعلوم الزائفة التي تنهال علينا بوصفها حقائق، حان الوقت لكشف زيف بعض المعلومات المتعلقة بجائحة «كوفيد-19».