مزيج فعال من الأجسام المضادة لمكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية

تشير تجارب أُجريت على الفئران إلى أن مزيجًا مكوناً من اثنين من الأجسام المضادة يمكن أن يقي من الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

قراءة

Nixx Photography/ Shutterstock.com

في الوقت الراهن، يُشكِّل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية («ميرس-كوف» MERS-CoV) تهديدًا بسيطًا نسبيًا لصحة الإنسان، غير أنه من الممكن أن تظهر سلالات أكثر خطورة من خلال حدوث طفرات طبيعية. وقد أثبت الباحثون في شركة «ريجينيرون للمستحضرات الدوائية» Regeneron Pharmaceuticals أن العلاج باستخدام زوج من الأجسام المضادة التي ترتبط بالفيروس قد يمنح حماية قوية ضد الإصابة بفيروس «ميرس- كوف»، حتى عند تناوله بعد التعرض للفيروس. 

يبلغ معدل الوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس «ميرس- كوف» نحو 34% بين البشر، لكن انتشاره  محدود، إذ أُبلِغ عن نحو 2,600 حالة فقط، جميعها تقريبًا في شبه الجزيرة العربية. لكن الفيروس ما زال منتشرًا على نطاق واسع لدى الإبل في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وكما بيَّن لنا مرض «كوفيد-19»، فإن أنواعًا جديدة من فيروس كورونا يمكن أن تظهر وتنتقل بسهولة من الحيوانات إلى البشر. يقول ماثيو فريمان، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة مريلاند: "جميع فيروسات كورونا تتحور في أثناء تكاثرها، والفيروس الطافر الناتج لديه دائمًا الفرصة لاكتساب قدرات متزايدة".

تستطيع أجسامنا أن تتصدى للعدوى طبيعيًا بإنتاج أجسام مضادة خاصة لكل فيروس، ولطالما كانت شركة «ريجينيرون» تستكشف إمكانية تعزيز هذه الحماية من خلال العلاج بأجسام مضادة للفيروسات تمت هندستها في المختبر. طور باحثو شركة «ريجينيرون»، بالتعاون مع مختبر فريمان، زوجًا من الأجسام المضادة الواعدة ضد فيروس «ميرس-كوف» في عام 2015، وتعاونت المجموعتان مؤخرًا مرة أخرى لاختبار قدرة  هذه الأجسام في السيطرة على العدوى. 

اختبرت المجموعتان أولًا مزيج الأجسام المضادة في الدراسة قبل السريرية على نموذج فئران مُؤَنْسَنة (فئران تحمل كروموسومات بشرية كاملة) مُعرضة للعدوى بفيروس «ميرس-كوف». وفي حين ارتفعت مستويات الفيروس خلال يومين بعد الإصابة في الفئران ضمن المجموعة الضابطة، فإن العلاج المسبق بزوج الأجسام المضادة نجح في تثبيط تكاثر الفيروس في الرئتين. والمهم في ذلك   أن زوج الأجسام المضادة كان فعالًا بالقدر نفسه عند إعطائه بعد يوم واحد من الإصابة. يقول فريمان: "يعطي ذلك بعض الثقة في أن علاج البشر قبل إصابتهم بالعدوى ليس ضروريًا"، مضيفًا أن أهمية ذلك تكمن في القدرة على التدخل السريع عند ظهور العلامات المبكرة للمرض. أجرى الباحثون أيضًا اختبارًا أوليًا للسلامة على أشخاص بالغين أصحاء في دراسة لاحقة من المرحلة الأولى، وأظهروا أن مزيج الأجسام المضادة كان مستقرًا في مجرى الدم، ويمكن تحمّله جيدًا بوجه عام.

وثمة حاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات في المناطق الموبوءة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لتحديد القوة الوقائية لتلك الأجسام المضادة لدى البشر، إلا أن فريمان يجد هذه النتائج الأولية مشجعة، ويقول: "حريُّ بنا أن نستعد للوقت الذي يتطور فيه فيروس «ميرس- كوف» إلى نسخة أكثر شراسة، وتكون العلاجات جاهزة". وبينما يواصل المجتمع العلمي العمل على تحسين فهمه للاستجابة المناعية لفيروس «سارس-كوف-2»، والتي تحدد شدة العدوى، يرى فريمان إمكانات مثيرة في العمل على تطوير أجسام مضادة توفر حماية شاملة ضد فيروسات كورونا.

References

  1. Sivapalasingam, S. et al. Human Monoclonal Antibody Cocktail for the Treatment or Prophylaxis of Middle East Respiratory Syndrome Coronavirus. J. Infect. Dis. Published online 28 January 2021. | article

أقرأ أيضا

فحص انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإبل

نموذج للعدوى الطبيعية يقدم نظرة متعمقة إلى كيفية انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بين الإبل، ربما يكون ذا قيمة كبيرة في تجارب اللقاحات المستقبلية.

الاستفادة من الخبرات السابقة: استجابة المملكة العربية السعودية لجائحة «كوفيد-19»

المعرفة المُكتَسبة من تفشّي وباء فيروس كورونا المُسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-CoV في المملكة العربية السعودية، تضع البلاد على الأُهبة للاستجابة بقوة وسرعة لجائحة «كوفيد-19».

الحد من الوفيات الناجمة عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس»

فريق من الأطباء السريريين يختبرون نظامًا علاجيًا مُركَّبًا من عدة عقاقير نجح في تقليل عدد الوفيات الناجمة عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس» MERS بمقدار الثلث.