16 سبتمبر 2020
إذا ما توافر لقاح، سيساعد التطعيم واسع النطاق للإبل ضد فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس-كوف» MERS-CoV، على وقف انتشار المرض بين البشر. لذا أجرى باحثون في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية »كيماركKAIMRC «، وكذلك من جميع أرجاء المملكة العربية السعودية، دراسةً لتحديد معدل انتشار الإصابة بالفيروس بين الإبل في البلاد، وتطوير نموذج للعدوى من شأنه تحسين تجارب اللقاحات.
منذ ظهور الحالة الأولى بين البشر في عام 2012، أصاب «ميرس-كوف» ما يزيد على 2500 شخص في 27 دولة -وفقًا لمنظمة الصحة العالمية- وإن كانت معظم حالات تفشي المرض قد حدثت في شبه الجزيرة العربية. ومن المُرَجَّح أنَّ المرض قد نشأ في الخفافيش، ولكنَّ الإبل العربية هي العائل الوسيط الوحيد المعروف له.
يقول نايف الحربي، مدير وحدة علم الفيروسات وتطوير اللقاحات بكيمارك: "لا يوجد لقاح ضد فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية للبشر أو للإبل حتى الآن. ومع أنَّ هذا الفيروس مستوطن في الإبل الموجودة في المملكة العربية السعودية، فإن معرفتنا بكيفية انتشاره بين الإبل وانتقاله منها للبشر محدودة للغاية".
جمع فريق نايف الحربي عيّنات أمصال من 362 جملًا يافعًا في محافظتي القصيم والجوف، وحللوا العينات بحثًا عن وجود الأجسام المضادة لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ووجدوا أنَّ النتيجة كانت إيجابية في 90% من الحيوانات.
طوَّر الفريق بعد ذلك نموذجًا لامتلاك فهم أفضل لكيفية انتشار الفيروس. وكي يتمكنوا من هذا، أحضروا خمسة من الإبل السليمة غير المصابة بالعدوى إلى مزرعة نائية بُنيت خصيصًا لأغراض البحث، ثم جاءوا ببعض الإبل الحاملة للعدوى من الأسواق بجميع أنحاء المملكة وجلبوها للمزرعة ذاتها.
كانت الصعوبة تكمن في جمع الإبل معًا خلال فترة زمنية قليلة للغاية، حيث تكون خلالها الإبل الحاملة للفيروس لا تزال ناقلةً للعدوى. يقول الحربي: "كان لدينا يومان أو ثلاثة أيام فقط كي نجلب الإبل الناقلة للعدوى، وننقلها مئات الأميال، ونُدخلها الحظيرة ذاتها مع الإبل السليمة، قبل أن تتوقف عن نقل العدوى. وبطبيعة الحال، كانت سلامة العنصر البشري أولويتنا القصوى، واتَّبعنا من أجل ذلك بروتوكولات صارمة طوال مدة التجربة".
يشير النموذج الذي طوّره الفريق إلى أنَّ جميع الإبل -التي كانت نسبتها واحد مصاب لكل اثنين من الإبل السليمة- أصيبت بالعدوى في غضون 24 إلى 48 ساعة فقط. إلا أن الحربي يشدّد على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة الحمل الفيروسي المطلوب لإحداث العدوى بدقة. وقد بدت الحيوانات المُصابة خاليةً من الأعراض الفيروسية بعد أسبوعين تقريبًا. ويستخدم الفريق حاليًا النموذج الذي وضعه في تجارب اللقاحات.
يقول الحربي معلقًا: "يحاكي نموذجنا العدوى الطبيعية، ومن ثمّ يوفِّر طريقة واقعية لتقييم اللقاحات الجديدة المرشحة". ويضيف: "جميع البلدان المتوطن فيها المرض تقريبًا لا تمتلك مختبرات احتواء مخصصة للحيوانات كبيرة الحجم، لذا تُعد منشأتنا والنموذج الذي طورناه من الموارد القيّمة في هذا الصدد".
وسوف يواصل فريق الحربي عمله باستخدام لقاحات مرشحة مختلفة، من حيث ضبط وتوليف الجرعات وأساليب إعطائها في محاولة لتحقيق أفضل استجابة مناعية ممكنة. ويقرّ الحربي بأنَّ التحدي القادم يتمثّل في تطعيم جميع الإبل الموجودة بالمنطقة من أجل كبح انتشار المرض.
References
- Alharbi, N.K. et al. Challenge infection model for MERS-CoV based on naturally infected camels. Virology Journal 17:77 (2020). | article