الاستفادة من الخبرات السابقة: استجابة المملكة العربية السعودية لجائحة «كوفيد-19»

المعرفة المُكتَسبة من تفشّي وباء فيروس كورونا المُسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-CoV في المملكة العربية السعودية، تضع البلاد على الأُهبة للاستجابة بقوة وسرعة لجائحة «كوفيد-19».

قراءة

N/A

في عام 2012، كانت المملكة العربية السعودية أوّل دولة تُبلِغ عن وجود حالات بشرية مصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية («ميرس-كوف» MERS). انتقل المرض إلى الإنسان من الإبل، وتسبب في 2538 حالة عدوى و871 وفاة في 27 دولة بحلول فبراير 2020. كان أغلب تلك الحالات في المملكة العربية السعودية، وقد استثمرت حكومة المملكة موارد ضخمة واتخذت خطوات سريعة بهدف وقف انتشار المرض.

عندما ظهر فيروس «سارس-كوف-2» SARS-CoV-2 - المُسبّب لمرض «كوفيد-19» - في الصين في نهاية عام 2019، أعلنت دول العالم حالة التأهب مع تعاظم احتمال حدوث جائحة عالمية. ومع إدراك المملكة التهديد مبكرًا، كانت الحكومة السعودية من بين أوائل الحكومات في تطبيق الإجراءات الوقائية، وتشكيل لجنة استجابة وطنية للإشراف على الوضع ومستجداته.

علَّقت حكومة المملكة جميع الرحلات الجوية المباشرة من الصين وإليها في أوائل فبراير عام 2020، قبل شهر من تأكيد وقوع أول إصابة بمرض كوفيد-19 في المملكة. وبحلول السابع عشر من مارس، كانت المملكة قد اتّخذت قرارًا غير مسبوق بإغلاق جميع مساجدها، باستثناء الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، وطلبت من المواطنين والمقيمين المسلمين تأدية الصلوات في بيوتهم. ويشكل التدفق المنتظم للحجاج والمعتمرين المسلمين إلى المواقع الدينية الرئيسية في المدينتين مصدر قلق للحكومة، ولا تزال جميع التجمعات الدينية والاجتماعية محدودة بقدر كبير، حتى بعد تخفيف القيود في يونيو الماضي.

في دراسة حديثة نُشِرت في دورية «جورنال أوف إنفكشن أند بابليك هيلث» Journal of Infection and Public Health، عزى أنور هاشم -من جامعة الملك عبد العزيز في جدّة- وزملاؤه -ومن بينهم نايف خلف الحربي في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)- الاستجابة السريعة للحكومة السعودية إلى الدروس المستفادة من تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الناجمة عن فيروس كورونا MERS-CoV.

وقد لعبت البنية التحتية التي أُنشِئت لمجابهة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية دورًا رئيسيًا في هذه الاستجابة. يقول الباحثون في دراستهم: "بعد اكتشاف متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الناجمة عن فيروس كورونا التاجي، أسَّست وزارة الصحة السعودية على الفور مركز القيادة والتحكّم، كما عجَّلت بإنشاء المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها".

وتعتبر المختبرات التشخيصية المتخصصة، وإجراءات السلامة الحيوية الصارمة في جميع المستشفيات، أمورًا في غاية الأهمية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. وتم تخصيص أكثر من 25 مستشفى يضم أجنحة عزل لعلاج مرضى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لعلاج المرضى المصابين بـ«كوفيد-19» حالياً.

ولكن فريق أنور هاشم يؤكدّ ضرورة الحفاظ على حالة اليقظة والتأهب في البلاد. ويجب على الحكومة أن تستمر في الإجراءات المشدّدة للسيطرة على العدوى، وأن تواصل استثماراتها في أبحاث اللقاحات بالمملكة.

أثمرت جهود كيمارك البحثية وبالتعاون مع شركاء عالميين، عن تطوير لقاح جديد اختُبِر بنجاح على الإبل، ويُختبَر حاليًا على البشر، لتُعد بذلك المرة الأولى التي تُجرى فيها المرحلة الأولى من التجارب السريرية في المملكة العربية السعودية. وثمة حاجة الآن إلى تركيز مماثل على مرض «سارس- كوف-2». ويأمل الباحثون في أن يروا عددًا أكبر من مختبرات "عالية الاحتواء" في المملكة، كما يدعون إلى "مزيد من مِنَح التطوير الأكثر تقدمًا على المستوى الصناعي، ومزيد من التواصل بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية، وحوكمة أفضل للأبحاث والتطوير". 

References

  1. Algaissi, A.A., Alharbi, N.K., Hassanain, M., & Hashem, A.M. Preparedness and response to COVID-19 in Saudi Arabia: Building on MERS experience. Journal of Infection and Public Health 13: 834-838 (2020) | article

أقرأ أيضا

التشخيص السريع لفيروس كورونا باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي

باحثون يستخدمون نماذج مُتطوِّرة للتعلُّم العميق في تصميم نظام ذكاءٍ اصطناعي قادر على تشخيص «كوفيد-19» في دقائق.

فحص انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإبل

نموذج للعدوى الطبيعية يقدم نظرة متعمقة إلى كيفية انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بين الإبل، ربما يكون ذا قيمة كبيرة في تجارب اللقاحات المستقبلية.

مزيج فعال من الأجسام المضادة لمكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية

تشير تجارب أُجريت على الفئران إلى أن مزيجًا مكوناً من اثنين من الأجسام المضادة يمكن أن يقي من الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.