كيف تميِّز بين خلايا نخاع العظام

تعبّر الخلايا الجذعية في نخاع العظام عن كاشفات جزيئية مختلفة، بالاعتماد على ما إذا كانت تبني العظام أو أنواعًا أخرى من الأنسجة

N/A

ليست كل الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظام سواء، إذ تتألف من مجموعات فرعية مختلفة، لكلٍّ منها خصائصه الشكلية والوظيفية المتميزة. وقد توصل بحث تقوده السعودية إلى كاشف جزيئي يمكنه التمييز بين سلائف الخلايا الجذعية التي تبني العظام والأنواع الأخرى من الأنسجة في نخاع العظام.

في المستقبل، يمكن استغلال النتائج في الطب السريري؛ لتعزيز تجديد العظام بعد الإصابة، على سبيل المثال. سيكون هذا التطبيق بسيطًا نسبيًّا، وفق عامر محمود –المتخصص في علم أحياء الخلايا الجذعية بجامعة الملك سعود في الرياض. ويضيف: "يمكن للطبيب فرز خلايا نخاع العظام، وحقن الخلايا المعنية ببناء العظام فقط في المرضى؛ للحصول على نتائج أفضل وتعجيل الشفاء".

وقد عزل فريق من الباحثين مجموعتين من خلايا نخاع العظام على أساس شكلها تحت المجهر. تميزت إحدى المجموعتين الفرعيتين -التي أسماها عامر وزملاؤه CL1- بشكل هندسي يشبه المكعب، أما المجموعة الأخرى -وأطلقوا عليها اسم CL2- فكانت تتألف من خلايا مغزلية الشكل.

وقامت مجموعتا الخلايا بالتعبير عن بعض الكاشفات السطحية نفسها التي ترمز إلى الخلايا الجذعية لنخاع العظام. ورغم ذلك، كشف التحليل الكامل للتعبير الجيني عن بعض الاختلافات الرئيسة. فقد وجد الباحثون أن خلايا CL1 غنية بأكثر من 80 جينًا مختلفًا خاصًّا بتمعدُن العظام ونمو العضلات الهيكلية. وفي المقابل، أظهرت خلايا CL2 مستويات أعلى من التعبير عن حوالي 75 جينًا مشاركًا في تنظيم عمل الجهاز المناعي.

واختبر الباحثون إمكانية التمايز لكل نوع من الخلايا، ووجدوا أنه يمكن إقناع الخلايا CL1 بسهولة أكبر بتشكيل العظام أو سلائف الخلايا الدهنية. ومع ذلك، فإن عرقلة التعبير عن جين يسمى الفوسفاتيز القلوي أو منعه أضعف هذه الإمكانية، وخفض التعبير عن 62 جينًا مشاركًا في تكوين العظام.

لقد كشف هذا الاختبار عن الدور المركزي للفوسفاتيز القلوي في حث خلايا CL1 على تكوين العظام. بالإضافة إلى ذلك، أظهر الفريق أن مجرد اختبار التعبير عن الفوسفاتيز القلوي وحده يمكن أن يميز بين خلايا CL1 وCL2 في خليط من الخلايا الجذعية لنخاع العظام. يقول محمود: "يُعَد الفوسفاتيز القلوي كاشفًا فريدًا للخلايا المتمايزة البانية للعظم".

الآن، تُستخدم الخلايا الجذعية متغايرة الخواص بنخاع العظام، في علاج أمراض شتى، تبدأ من اضطرابات العظام، مثل الهشاشة، إلى أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة. وتشير النتائج إلى أن فرز الخلايا الجذعية مسبقًا وتصنيفها، واستخدام المجموعة الفرعية المعنية بشفاء مرض محدد، قد يسفر عن تحسين النتائج الصحية.

References

  1. Elsafadi, M., Manikandan, M., Atteya, M., Hashmi, J. A., Iqbal, Z. et al. Characterization of cellular and molecular heterogeneity of bone marrow stromal cells. Stem Cells International 2016, 9378081 (2016).| article

أقرأ أيضا

السعوديون أوفر حظًّا في عمليات نقل الدم

فرص نجاح عمليات نقل الدم أكبر لدى مرضى سرطان الدم السعوديين، ربما بفضل افتقارهم إلى التنوع الوراثي

جُسيمات نانوية ذكية لنقل عقاقير مضادة للسرطان

جُسيمات نانوية فلوريسنتية مغناطيسية تنجح في نقل عقار مضاد للسرطان إلى خلايا سرطان الثدي.

خلايا بيتا مُعَززة قد تكون بديلًا لحُقَن الإنسولين

استراتيجية علاجية لإنتاج خلايا بيتا من مرضى السكري من النوع الأول تُحدِث نقلة في علاج المرض