كبح هوس تعاطي الأفيونيات بعد التعرض للإصابات

قد يصبح الأشخاص مستخدمين دائمين للمسكّنات أكثر بحوالي مرة ونصف بعد تعرضهم للإصابات المؤلمة 

قراءة

PEOPLEIMAGES/E+/GETTY IMAGES

توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ كسور العظام والالتواءات وغيرها من الإصابات البدنية غالبًا ما تكون سبيلاً لهوس تعاطي الموادّ الأفيونية المسكِّنة. وقد لا تقتصر جهود الصحّة العامّة الرامية إلى تعزيز الوقاية من الإصابات على الحدّ من الوفيات والإعاقات فحسب، بل يمكنها أيضًا تقليص الإدمان على المسكّنات الموصوفة ومخدّرات الأفيون المحظورة، وهي المشكلة المسؤولة عمّا يقدّر بحوالي 70,000 حالة وفاة في العالم سنويًّا.

سليمان الغنام، قائد الدراسة والباحث في علم الأوبئة والصحة العامّة بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبّية، يقول: "إن الوقاية الأولية من الإصابات يمكنها تيسير الحد من التعاطي المستمرّ للأفيونيات، وبالتالي تحسين صحّة السكّان وتقليص النفقات في مجال الصحة".

وفي الولايات المتحدة نجد معظم حالات تعاطي الأفيونيات، حيث تُستهلَك حوالي 80% من إمداداته في العالم. وغالبًا ما يصف الأطبّاء موادّ أفيونية من قبيل هيدروكودون وأوكسيكودون لمداواة الألم الناجم عن حوادث السيّارات والسقوط وغيرها من أنواع الإصابات. إلاّ أنّ إسهام هذه الحوادث الموهنة في انتشاروباء الأفيون في البلاد لم يكن معروفًا.

وقد قرّر الغنام -الذي يركّز حاليًّا على تتبّع عبء الإصابات المؤلمة في السعودية- التحقيق في الصلة بين الإصابات والتعاطي المستمرّ للأفيونيات في الولايات المتّحدة، وذلك في أثناء زمالة ما بعد الدكتوراة في جامعة جونز هوبكينز في بالتيمور بولاية ماريلاند.وانكبّ هو ومستشاره رينان كاستيلّو على التقاط بيانات مسح حكومي واسع، يتتبّع كيف يتفاعل الأمريكيون مع نظام الرعاية الطبية. وحدّدا مجموعةً من ضحايا الإصابات ممن تناولوا الموادّ الأفيونية مرّة واحدة على الأقلّ بعد تعرّضهم للإصابة مباشرة. ومن بين هؤلاء، واحد من كل ستّة أصبح من المتعاطين المتواترين على مدار العامين الموالييْن للإصابة. وبشكل عامّ، فإنّ الإصابات تفسّر أنّ نحو 11% من الأمريكيين منضوون تحت علاج الأفيونيات طويل الأمد.

ثمّ قارن الغنام وكاستيلّو معدّل الاستخدام المستمرّ للأفيونيات بين أولئك الذين تعرّضوا لإصابات وأولئك الذين لم يتعرضوا لأية إصابات. وبعد الوضع في الحساب المتغيّرات الاجتماعية الاقتصادية وغيرها من التكهّنات المعروفة حول تعاطي المخدّرات، انتهى الباحثان إلى أنّ الأشخاص المعرضين لإصابات من المرجح أن يكونوا متعاطين مزمنين للأفيونيات بحوالي 1.4 مرّة أكثر من غيرهم.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا التقدير يشمل المصابين بخدوش طفيفة ورضوض. يقول الغنام: "نشعر بالتأكيد بأنّ المعدل سيكون أعلى لو قصرنا العيّنة على الحالات الشديدة".

إذن، ما الذي يدفع الكثير من الأمريكيين إلى الشروع في ازدراد الحبوب المخدّرة بعد الإصابة؟ يقول الغنام: "من الواضح أنّ الألم المزمن هو أحد العوامل، ولكن قد يكون ذلك من جَرَّاء إفراط الأطبّاء في وصف الدواء".

ويضيف: "أعتقد أنّ ثمّة أسبابًا عدّة تحتاج إلى مزيد من البحث لتحليلها".

References

  1. Alghnam, S. & Castillo, R. Traumatic injuries and persistent opioid use in the USA: Findings from a nationally representative survey. Injury Prevention23, 87–92 (2017). | article

أقرأ أيضا

تحسين عمليّة التبرع بالخلايا الجذعيّة

أصبح من الممكن سحب الخلايا الجذعيّة من المتبرعين بها وتجميعها على نحوٍ أكثر أمانًا، عبر استخدام قسطرةٍ وريديّة أقلّ بَضْعًا. 

إدارة تضرّر الغدّة اللعابية الناجم عن العلاج بالإشعاع

الأدوية المحفّزة لإفراز اللعاب هي الخيار العلاجي الأكثر فاعلية لإدارة هذا الضرر