تحسين عمليّة التبرع بالخلايا الجذعيّة

أصبح من الممكن سحب الخلايا الجذعيّة من المتبرعين بها وتجميعها على نحوٍ أكثر أمانًا، عبر استخدام قسطرةٍ وريديّة أقلّ بَضْعًا.

PHOTO STOCK ALAMY / DOERING OLAF 

اختبر فريق من باحثي مركز الملك عبد الله العالميّ للأبحاث الطبيّة وأطباء بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، طريقةً جديدة آمنة وفعّالة لتجميع الخلايا الجذعيّة من دمِالمتبرعين طوعيًّا بها، وقد ثبَتنجاح تلك الطريقة. 

توفر الخلايا الجذعيّة المُتبَرَّع بها مخزونًا منها، يُساعد المصابينبالسرطان -أو بأمراض نخاع العظام أو ضعف المناعة- على توليد دمٍ جديد. وحتى وقتٍ قريب كانت عمليّة "زراعةالخلايا الجذعيّة المُكَوِّنة للدم" تتضمّن تركيب قسطرةٍ وريديّة مركزيّة (CVC)في أحدالأوردة الكبرى بجسم المتبرع سواءٌأوردة الصدر أو الفخذ. وكان يُظَنُّأن هذه القسطرة هيالخيار الأفضل؛ لأنها تساعد على تمرير الدمتحت ضغطٍ عالٍ خلال جهاز ترشيحٍ يفصل الخلايا الجذعيّة عن الدم، ومن ثم يعيد الدمإلى جسم المتبرِّع. أماالآن فإن القسطرة الوريديّة الطرفيّة (PVC) الأقلّ بَضعًا والتي تُرَكَّب في الأوردة الطرفيّة بالعَضُد، هي الأكثر أمانًا من نظيرتهاالمركزيّة، وقد لا تقلّ عنها فاعلية.  

سامر غازي -قائد الفريق البحثي، منالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني- يقول: "لايزال استخدام القسطرة الوريديّة المركزيّة في عملية التبرع بالخلايا الجذعيّة شائعًا في بعض مستشفيات الشرق الأوسط، دون الالتفات إلى قدرة المتبرِّع على توفير ما يكفي من الدممن أوردته الطرفيّة". ويضيف غازي: "ويحمل تركيب قسطرةٍ وريديّة مركزيّة مخاطر عالية ما بين الإصابة بالنزيف، والعدوى، والتجلّط، وحتى الوفاة. لذا نرغب في إثبات إمكانيّة أداءهذه المهمّة بالكفاءة نفسها من خلال القساطر الوريديّة الطرفيّة في معظمالحالات".  

يعتقد فريق غازي أن عمليّة التبرّع يجب أن تُجرَىبالتعاون بين مختلف الخبراء الطبيين، مثل أطباء التخدير وأخصائيي المعالجة بالحقن الوريديّ وأطباء الدم. وقد هدف الباحثون إلى الحد من نسبة استخدام القساطر الوريدية المركزيّة في مدينة الملك عبد العزيز الطبيّة إلى أقلّ من 20%، بتشجيع الممرّضات والأطباء السريريين للعمل معًا ومحاولة استخدام القساطر الوريديّة الطرفيّة على كلّ المتبرعين البالغين.

أُجريت الدراسة على مدار16 شهرًا، وشملت 42 متبرعًا بالغًا، وتوصلت النتائج إلى خفض نسبة استخدام القساطر الوريديّة المركزيّة من 72% إلى 0%. ففي الدورة الأولى من التجربة، اضطرت حالة من كلّ أربع حالات إلى العودة لاستخدام القساطر الوريديّة المركزيّة،وانخفضت هذه النسبة إلى حالة من كلّ ثمانٍ في الدورة الثانية، وقدم المتبرعون الثلاثون في الدورة الثالثة بنجاح،كميّات كافية من الدمّ والخلايا الجذعية عبر القساطر الوريديّة الطرفيّة، دون أن يصابوا بأي مضاعفات.  

يقول غازي: "إن مزايا الانتقال إلى استخدام القساطر الوريديّة الطرفيّة متعددة، أهمّها الأمان وجودة الرعاية". ويستطرد: "تلك القساطر متوفرة بسهولة، كما لا تستدعينقل المتبرع إلى المستشفى، ما يُوَفِّر حوالي ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف دولار لكلّ حالة. كما أن هذا يخفف العبء على أقسام رعاية المرضى الداخليين وأقسام الأشعة التشخيصيّة، والتي كانت تُستخدَم فيما سبق لتركيب القساطر الوريديّة المركزيّة. ونأمل أن تشجِّع دراستناعلى التوسُّعِفي استخدام القساطر الوريديّة الطرفيّة للتبرع بالخلايا الجذعيّة".

References

  1. Ghazi, S., Alaskar, A., Alzahrani, M., Damlaj, M., Abeulgasim, K.A. et al. Reducing central venous catheter use in peripheral blood stem cell donation: Quality improvement report. BMJ Quality Improvement  | article

أقرأ أيضا

كبح هوس تعاطي الأفيونيات بعد التعرض للإصابات

قد يصبح الأشخاص مستخدمين دائمين للمسكّنات أكثر بحوالي مرة ونصف بعد تعرضهم للإصابات المؤلمة 

إدارة تضرّر الغدّة اللعابية الناجم عن العلاج بالإشعاع

الأدوية المحفّزة لإفراز اللعاب هي الخيار العلاجي الأكثر فاعلية لإدارة هذا الضرر