فروق التكيّف

تجارب الطفولة القاسية هي أحداث قاسية مروِّعة تحصل للفرد في عمر مبكر، ومنها الإهمال العاطفي والعنف الأسري والاعتداء الجنسي وطلاق الأبوين وموت شخص عزيز. ومن المعروف أن لهذه التجارب عواقب طويلة الأجل.

وقد بيَّنت دراسات سابقة أن تجارب الطفولة القاسية تُلحق الأذىبتطور الدماغ وتؤدي إلى تغيُّرات سلوكية، وتزيد من خطر الاضطرابات الجسدية والعقلية. وقد استقصت مها المنيف والعاملون معها لدىالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطنيكيفية تأثير تجارب الطفولة القاسية في السعوديين. ووجد الفريق أن الرجال الذين تعرضوا لأربع تجارب قاسية أو خمس في طفولتهميلجؤون إلىتناول المخدرات وشرب الكحول على الأرجح، في حين أن احتمال الإصابة بالكآبة والقلق والاضطرابات العقلية أعلى لدى النساء.

لقد دعا الباحثون 10,156 شخصًا، كان 52% منهم رجالًا و48% نساء، من جميع مناطق المملكة العربية السعودية؛ من أجل المشاركة في مقابلة، أو تعبئة استمارة استعلام تطرح عليهم مجموعة من الأسئلة متعددة الخيارات،تتعلق بصحتهم الجسدية والعقلية وعاداتهم الحياتية وتجارب طفولتهم القاسية.

لقد واجه ثمانونفي المئة من المشاركين تجربةً قاسية أو اثنتين قبل بلوغهم سن الثامنة عشر، وواجه 29% منهم أربع تجارب أو أكثر. وكانت أكثر الحالات شيوعًا لدى الرجال هي العنف الأسري، ونقص الحماية والإشراف، وعنف الأنداد، والعنف الجماعي، وطلاق الأبوين. أما بالنسبة للنساء فقد كان ثمة عنف أسري، ونقص في الحماية والإشراف، وطلاق للأبوين،واضطهاد عاطفي، وعنف جماعي.

ووجد الباحثون فوارق مهمة في كيفية تكيُّف كلٍّ من الجنسين مع تجارب الطفولة القاسية. فقد زادت أرجحية تناوُل المخدرات وشرب الكحول لدى الرجال الذين واجهوا أربع تجارب أو أكثر، في حين كانت النسوةأعلى أرجحية في الإصابة بالاكتئاب والقلق والاضطرابات العقلية.

وتشير النتائج إلى أنه على الحكومات أن تطبق استراتيجيات وقائية تبعًا للجنس من أجل معالجة مشكلات معينة ناجمة عن تجارب الطفولة القاسية. وقد أتت تلك النتائج في الوقت الذي تشهد فيه المملكة العربية السعودية تناميًا في عدد الحالات المعلَن عنها لأشخاص مروا بتجارب قاسية في طفولتهم، مشابهة لتلك المسجلة في دول أخرى.

References