20 فبراير 2019
وجد باحثو جامعة ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكيّة أنه بالإمكان توصيل مواد جينيّة إلى النخاع الشوكيّ بكفاءةٍ عالية باستخدام ناقل مصنَّع من الغلاف البروتينيّ لأحد الفيروسات، وهو ما قد يتيح خيارات علاجيّة مستقبلية لأمراض مثل ضمور العضلات الشوكيّ.
يُعَدُّمرض ضمور العضلات الشوكيّ أكثر الأمراض الوراثيةالمسببة للوفاة في الرضّع والأطفال الصغار؛إذيتسبب في تعطيل الأعصاب المسؤولة عن الإمداد العصبيّ للعضلات في الدماغ والحبل الشوكيّ، وهو ما يؤدي عادةً إلى ضعف العضلات وضمورها، بالإضافة إلى صعوبات في التنفس. وليس ثمّة علاج شافٍ من هذا المرض، إلا أن توصيلمواد جينيّة معزِّزة لبقاءالخلايا العصبيةالحركيّة إلى الحبل الشوكيّ، قد يكون خيارًا علاجيًّا مناسبًا.
في وقت سابق، أجرى لي كاو -مدير مختبر المفاعل النوويفي جامعة ولاية أوهايو-وزملاؤه دراسةً على عائلة من الناقلات الفيروسيّة المصنَّعة من الأغلفة البروتينيّة للفيروسات المرتبطة بالفيروسات الغُدِّيَّة، والتي عدَّلوافيها تسلسلالحمض النوويّ؛ لصُنع نواقل متنوعة. الفيروسات المرتبطة بالفيروسات الغُدِّيَّةموجودة في الطبيعة، وتنتقل إلى الإنسان ولكن غير معروف عنها تسبُّبها في أمراض، ويُعتقد على نطاقٍ واسع أنها قد تكون ناقلًا آمنًا وقويًّا لإيصالالمواد الجينيّة إلى جسم المريض. وقد وجد الباحثون أن نوعًا من النواقل المصنعة، يسمّى Rec2، قد وصَّلبكفاءةبعض المواد الجينيّة إلى الأنسجة الدهنيّة، وهو إنجازٌ كان سابقًا صعب التحقيق بواسطة الفيروسات المرتبطة بالفيروسات الغديّة.
أجرى الباحثون اختباراتهم لمعرفة ما إذا كان Rec2 أو أعضاء آخرون من عائلته نفسها ذوي كفاءة متساوية في إيصالالمواد الجينيّة إلى النخاع الشوكيّ. وحقنوا النخاع الشوكي لفئران بالغة بالناقلات Rec2، Rec3، Rec4 وAAV9 (وهو ناقلٌ فيروسيّ مرتبطٌ بالفيروسات الغديّة، شائع الاستخدام في التجارب السريريّة على الأمراض التي تصيب النخاع الشوكيّ) وتم التعبير عنها ببروتينات ذات تألُّق أخضر. من ثمّ قاس الباحثون شدّة التألق الأخضر على طول النخاع الشوكيّ مدةَ ثلاثة أسابيع بعد الحَقن.
وجد كاو وفريقه أن الناقل Rec3 كان الأكثر كفاءةفي توصيلالموادّ الجينيّة إلى النخاع الشوكيّ، فعند حقنالنواقل جميعها بجرعاتٍ متساوية، حافظ Rec3 على تألُّقه الأخضر على امتداد جزءٍ من النخاع الشوكيّ أطول مما وصل إليه أيٌّمن Rec2 أو Rec4 أو AAV9، وصل (حتى 1.5 سم). إضافةً لذلك، فقد كان حَقن كمية ضئيلة مقدارها 0.4 مليار جسيم فيروسيّ من Rec3 كافيًا لتوليد تألُّق أخضر في 60% إلى 90% من الخلايا القريبة من موقع الحقن في النخاع الشوكيّ. ولغرض المقارنة فإن AAV9تطلَّب كمية مقدارها 40 مليار جسيم فيروسيّ لتحقيق نفس الهدف.
أشارت النتائج إلى أن Rec3 قد يكون ناقلًا فعالًا وغير مكلِّف؛لحاجته إلى عددٍأقلمن الجسيمات الفيروسيّة لنقل المواد الجينيّة إلى النخاع الشوكيّ. يمكن مثلًا استخدام الناقل الفيروسيّ لنقل المواد الجينيّة التي تسبب إفراز بروتينات تدعم بقاء الخلايا العصبية الحركيّة. ومن خلال هذا النهج قد يتمكّن العلماء يومًا من تطوير علاجٍ لضمور العضلات الشوكيّ.
يقولكاو: "إن تكلفة العلاج الجينيّ هي من العوامل التي قد تمنع المرضى من تلقّي العلاج. فإذا تمكّنَّا من تصميم ناقلات فيروسيّة قادرة على استهداف أنواع معيّنة من الخلايا بكفاءة أعلى وبجرعةٍ أقل، فسيصبح الوصول إلى العلاجات المُنْقِذَة للحياة أسهل".
References
-
Siu, J. J., Queen, N. J., Huang, W., Yin, F. Q., Liu, X. et al. Improved gene delivery to adult mouse spinal cord through the use of engineered hybrid adeno-associated viral serotypes. Gene Therapy 24, 361–369 (2017). | article