24 فبراير 2019
ثمة طفرة جينية معروفة تمنح الجينات مقاومة طبيعية ضد فيروس نقص المناعة البشرية"الإيدز"،ولكنهانادرة بين المواطنين السعوديين، وذلك وفقدراستين أُجريتابمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية.
لقد بدأت بنوك دم الحبل السُّري ومكاتب سجلات المتبرعين بالخلايا الجذعية في المناطق الأخرى من العالم، حيث الطفرة أكثر شيوعًا، بالفحص الروتيني للعينات المُتبرَّع بها، وذلك بحثًا عن اختلافات في هذا الجين،ويُعرف باسم سي سي آر5CCR5. إذ يُعتقد أن زرع الخلايا الجذعية التي تحمل تلك الطفرة يمكنها المساعدة في علاج المرضى المصابين بالإيدز. لكن طفرات CCR5الملحوظةبمعدل منخفضجدًّا في المملكة العربية السعودية، تجعل هذه الاستراتيجية غير ذات مغزى في المملكةعلى الأرجح، وفقًا لما استنتجه مؤلفو الدراستين.
في الدراسة الأولى[i]،سَلسَل فريق بقيادة محمد البلوي -الباحث في مجال الوراثة الجزيئية بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية-كل الأحماض النووية المشفرة للبروتين، وذلكلدى 321مواطنًا سعوديًّا سليمًا. وكان الهدف بعيد المدى للفريق هو بناء قاعدة بيانات كبيرة للتنوع الجيني الطبيعي في المملكة العربية السعودية لتكون مرجعًا للبحوث المستقبلية المتعلقة بالأمراض.
وفي عملية تحليل أولية، سجل الفريق جميع الاختلافات الموجودة في الجينCCR5، وهو جين يشفر بروتينًا موجودًا على سطح بعض الخلايا المناعية. ويعمل هذا البروتين كمستقبل مشارك في عملية دخول فيروس نقص المناعة البشريةإلى الخلايا المناعية.
حدَّد البلوي وزملاؤه 475شكلًا مختلفًا من هذا الجين، ولاحظوا سبعةأشكال منه–جرىتعرُّفهاسابقًا- ظهرت بمعدل منخفض جدًّا، ومن بينها الطفرة ’دلتا32‘التي تحصِّن البشر تجاه معظم سلالات فيروس الإيدز، حين إدخالها في صورة مزدوجة.
وفي الدراسة الثانية[ii]، تعاون البلوي مع دنيا جودت، مديرة بنك دم الحبل السُّري في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، لاختبار وجود الطفرةدلتا32 في عينات جُمعت من 2625متبرعًا سليمًا بخلايا جذعية، ومن 400 وحدة دم حبل سُري. وعلى الرغم من أن عينات بنك الدم احتوت على الطفرة بمعدل أعلى قليلًا مما كان عليه في المجموعة الأولى، لم يظهر الشكلدلتا32في العينات إلا بمعدل 1% فقط، وهذه نسبة أقل بعشر مرات من المعدل المرصود في أوروبا وغرب آسيا.
ويرى البلوي أن العوامل البيئية،التي ربما تكون قد ساعدت في ظهور أناس يحملون طفرات CCR5 في أجزاء أخرى من العالم،تبدو مفقودةً في الشرق الأوسط، ولذا يندر ظهور الطفرات اليوم في المملكة العربية السعودية.وهذا يعني أن احتمال العثور على حاملين للطفرة CCR5 يمكن أن يكونوا مانحين لخلايا جذعية للمرضى المصابين بالإيدز، منخفض جدًّا. وبناء عليه لن يجري البحث عن هذه الطفرات روتينيًّا في بنك دم الحبل السُّري المؤسَّس حديثًا في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، ولا في سجلات المتبرعين بالخلايا الجذعية، وفق البلوي.
References
[1]Al Balwi, M.A., Hadadi, A.I., Alharbi, W., Ballow, M., AlAsiri, A. et al. Analysis of CCR5 gene polymorphisms in 321 healthy Saudis using Next Generation Sequencing. Human Immunology78, 384–386 (2017).
2. Alarifi, M., Al-Amro, F., Alalwan, A., Al-Turki, A., Fakhoury, H. et al. The prevalence of CCR5-Δ32 mutation in a cohort of Saudi stem cell donors. HLA 90, 292–294 (2017). | article