السمنة: جسم مضاد قد يؤدي دورًا مزدوجًا

ربما يساعد الجسم المضاد الذي يكبت تأثير الهرمون المُحفّز للجُرَيْب في علاج السمنة وهشاشة العظام في الوقت نفسه.

قراءة

IMAGES GETTY/ IMAGES OJO/ GAULT ADAM  

يقول مون زايدي -طبيب الغدد الصماءالمقيم بالولايات المتحدةالأمريكية-في سياقالحديث عن عمله على تطوير جسم مضاديقاوم الهرمون المحفز للجُريب (FSH) لعلاج السمنة: "ليس للسمنة دواءيعمل بشكل فعال أو ليست له آثار جانبية".وقد كانت الدراسات الحيوانية على الفئران مشجّعة بما يكفي بالنسبة لزايدي وزملائه لتأسيس شركة ناشئةلنقل الأبحاث إلى نطاق التجارب السريرية على البشر.

تفرز أجسام الذكور والإناث الهرمون المحفز للجريب، ولكنهيشتهر بقدرته على تحفيز إنتاج وإفراز هرمون الإستروجينلدى الإناث.ويتزامن ارتفاع مستويات الهرمون المحفز للجريبفي أثناء انقطاع الطمث معضمور العظام، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام.ومن ثم، فإن علاج هشاشة العظام هو أحد التطبيقات المحتملة الواضحة للعلاج بالجسم المضادالمقاوم للهرمون المحفز للجريب. غير أن تأثير الهرمون على دهون الجسم يشير إلى احتمال كبيرلعلاج السمنة أيضًا لدىكلٍّمن الرجال والنساء.

يقود زايدي -الذي يعمل في كلية إيكان للطب في ماونتسايناي-الفريق البحثيالعالمي الذي شرع في البداية في استكشاف آثار الهرمون المحفِّز للجريب وغيره من الهرمونات على العظام. وقد عمل الفريق البحثي على أحد الأجسام المضادة الذي يرتبط بالهرمون المحفز للجريب، ويمنع تحديدًا تفاعله مع جزيئات المستقبِلات في أغشية الخلايا، واكتشفوا أن العلاج بهذا الجسم المضاد يزيد من كتلة العظام لدى الفئران.

ويقول زايدي: "لاحظنا بالصدفة أنالبيانات توضحأن هذا الجسم المضاد أدى إلى انخفاض مستويات الدهون انخفاضًا ملحوظًا".ويرجع هذا التأثير -على الأقلجزئيًّا- إلىزيادة نشاط الخلايا الدهنية البنية،التي تبرع في استقلاب الدهون لإطلاق الطاقة الكيميائية المخزّنة بداخلها في صورة حرارة.هذا الاكتشاف دفع الباحثين إلى دراسة احتمالية استخدام هذا الجسم المضاد في علاج كلٍّمن السمنة وهشاشة العظام.

ويضيف زايدي: "يلعبالهرمون المحفز للجُرَيبدورًا محدودًا للغاية لدى الذكور، لذا إلى حد علمنا فإن هذا النهج على الأرجح لن تكون له أيةآثار ضارة على الرجال أو على النساء بعد انقطاع الطمث،وإن كان ينبغي توخي الحذر في حالة النساءقبل انقطاع الطمث". ويشير إلى أنه في حالة علاج السمنة،فإن العلاجباستخدام الجسم المضاد قد يحول دون وقوع العديد من عواقبها الوخيمة، التي تتضمن أمراض القلب والأوعية الدمويةوداء السكريوالسرطان.

غير أن كل هذهالآمال تعتمد على تحويل النتائج الأولية على الفئرانإلى علاج فعّال وآمن للبشر، وهذا هو التحدي الذي جرى تأسيس الشركة الجديدة للتعامل معه. وقريبًا سيدخل الجسم المضاد المُصمَّم بنيويًّا بشكل يتناسب مع البشر بحيث يتوافق مع البيولوجيا البشرية إلى دراسات علم السموم، ويحدونا الأمل في أن يتقدم ليصل إلى مرحلة التجارب السريرية البشرية بحلول عام 2020.

References

  1. Liu, P., Ji, Y., Yuen, T., Rendina-Ruedy, E., DeMambro, V. E. et al. Blocking FSH inducesthermogenic adipose tissue and reduces body fat. Nature 546, 107–112 (2017).  | article

أقرأ أيضا

مرض السُكَّري: الاكتشاف المبكر للمُضاعفات

تحتاج المملكة العربية السعودية إلى تدخلات سريعة للسيطرة على أحد المضاعفات الخطيرة لمرض السكري من النوع الأول.

وجود ارتباط بين الضغط النفسي لدى الأبوين والحالة الصحية للأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السُكَّري

التحسن في عافية الأبوين قد يؤدي إلى إمكانية التحكم على نحوٍ أفضل في النوع الأول من مرض السُكَّري لدى الأطفال.

التحديات النفسية لمرضى الصرع

يرتبط أحد الأشكال الشائعة للصرع بمشكلات وجدانية وسلوكية لدى الأطفال.