مرض السُكَّري: الاكتشاف المبكر للمُضاعفات

تحتاج المملكة العربية السعودية إلى تدخلات سريعة للسيطرة على أحد المضاعفات الخطيرة لمرض السكري من النوع الأول.

قراءة

N/A

أظهرت دراسة أُجريت على مدار 11 عامًا ارتفاع معدلات الإصابة بين الأطفال بالحُماض الكيتوني السُكَّري (DKA) في المملكة العربية السعودية، وهو أحد مُضاعفات مرض السُكَّري غير المنضبط التي تشكل خطورة على الحياة. وتُشدِّد الدراسة على الحاجة إلى مزيد من الحملات لزيادة الوعي بمرض السُكَّري من النوع الأول (T1DM).

ويُعد مرض السُكَّري من النوع الأول أحد أكثر اضطرابات الأيض المؤثّرة في الأطفال شيوعًا. الجهاز المناعي لدى المصابين به يُهاجم الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين ويُدمرها، ما يؤدي إلى اعتماد المرضى على حُقن الإنسولين اليومية على مدار حياتهم للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم. وعلى عكس مرض السُكَّري من النوع الثاني، الذي ينتج في الغالب عن أسلوب حياة غير صحي، لا يزال هناك قصورٌ في فهم عوامل الخطورة المرتبطة بمرض السُكَّري من النوع الأول، رغم أن العوامل الوراثية وأمراض المناعة الذاتية يبدو أنهما يلعبان دورًا في الإصابة بالمرض.

ويحدث الحُماض الكيتوني السُكَّري عندما يَدفع النقص الحاد في الإنسولين الجسمَ إلى استخدام الدهون من أجل الحصول على الطاقة، ما يُطلق مواد كيميائية تُعرف باسم الكيتونات في الدم، تجعله حامضيًا. يقول عدنان الشيخ، اختصاصي الغدد الصماء في الأطفال بمدينة الملك عبد العزيز الطبية في جدة، والباحث في كيمارك: "كان هدف الدراسة تقييم معدلات الإصابة بالحُماض الكيتوني السُكَّري ومدى حَّدته بين الأطفال الذين عانوا في السابق من مرض السُكَّري من النوع الأول غير المُشخَّص، وكذلك استكشاف الارتباط المحتمل بينه وبين أمراض المناعة الذاتية".

وازدادت معدلات الإصابة بمرض السُكَّري من النوع الأول في المملكة العربية السعودية على مدار الأربعين سنةً الأخيرة، فوفقًا لتقديرات الجمعية الدولية للسُكَّري، يوجد أكثر من 30 حالة جديدة مُصابة بمرض السُكَّري من النوع الأول لكل 100 ألف شخص في المملكة العربية السعودية مقارنةً بـ2.5 حالة في سلطنة عُمان، و22.3 حالة في دولة الكويت. ونظرًا إلى أن أعداد الأطفال المصابين به في المملكة قد تجاوز 16 ألف حالة، فثمة حاجة مُلحَّة إلى اكتشاف الأسباب والوقاية من مضاعفات هذا المرض، ومن بينها الحُماض الكيتوني السُكَّري.

يُوضح الشيخ قائلًا: "الحُماض الكيتوني السُكَّري أكثر الأسباب شيوعًا وراء حالات الوفاة المرتبطة بمرض السُكَّري بين الأطفال، يمكن أن يساعد فهمنا للعوامل المرتبطة به على الوصول إلى التدخلات المطلوبة".

شملت الدراسة 390 من مرضى السُكّري الذين شُخصَّت حالاتهم حديثًا في الفترة ما بين 2005 و2015 وتتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و17 عامًا، وقد بلغ معدل الإصابة بالحُماض الكيتوني السكري 37.7%. ويعلِّق الشيخ موضحًا: "تواتر الإصابة بالحُماض الكيتوني السُكَّري في المملكة العربية السعودية مشابهٌ لذلك المُعلن عنه في الكويت وسلطنة عُمان، لكنه أعلى مقارنةً بالدول الاسكندنافية، إذ يُعد مرض السُكَّري من النوع الأول أكثر انتشارًا من الناحية التاريخية والوراثية مقارنةً بمنطقة الشرق الأوسط، إذ يبلغ معدل الإصابة به هناك نحو 20%".

وعلى الرغم من عدم توصل الباحثين إلى فروق في معدلات الإصابة بالحُماض الكيتوني السُكَّري بين الجنسين، فقد كان أكثر حدَّة بين الفتيات. علاوًة على ذلك، كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل بين المرضى المُصابين به، ما يعني أن هذا المُؤشر قد يكون وسيلة للتنبؤ بالإصابة به.

ولم تتوصّل الدراسة إلى ارتباط ذي دلالة بين الحُماض الكيتوني السُكَّري والتهاب الغدة الدرقية أو الداء البطني (مرض السيلياك) ، وهما اثنان من أمراض المناعة الذاتية ارتبطا في السابق بمرض السُكَّري من النوع الأول. ويختتم الشيخ حديثه بالقول: "إجراء مزيد من الدراسات بخصوص العوامل المرتبطة بالحُماض الكيتوني السُكَّري وزيادة الوعي بين العاملين في مجال الرعاية الصحية وذوي الأطفال باعتباره العَرضَ الأولي لمرض السُكَّري من النوع الأول سوف يُساعدان على خفض المخاطر قصيرة الأمد والعواقب طويلة الأمد المترتبة على الحُماض الكيتوني السُكَّري".

References

  1. Al Shaikh, A. et al. Incidence of diabetic ketoacidosis in newly diagnosed type 1 diabetes children in western Saudi Arabia: 11-year experience. J Pediatr Endocrinol Metab 32, 857– 862 (2019). | article

أقرأ أيضا

التحديات النفسية لمرضى الصرع

يرتبط أحد الأشكال الشائعة للصرع بمشكلات وجدانية وسلوكية لدى الأطفال.

وجود ارتباط بين الضغط النفسي لدى الأبوين والحالة الصحية للأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السُكَّري

التحسن في عافية الأبوين قد يؤدي إلى إمكانية التحكم على نحوٍ أفضل في النوع الأول من مرض السُكَّري لدى الأطفال.

ضريبة الصراعات على الصحة النفسيّة والعقليّة

كشفت تقديرات مُحَدَّثة صادرة عن منظمة الصحة العالميّة أن الأمراض النفسيّة والعقليّة في مناطق الصراعات أكثر انتشارًا من غيرها من المناطق بثلاثة أضعاف.