2 يونيو 2019
قدَّم التحليل الجينيّ معلومات مفيدة عن تطوّر الخلايا التي تنفصل عن أورام الثدي الأوليّة لتتحول إلى نقائل سرطانية في أجزاء أخرى من الجسم. يُصادق هذا البحث على الأساليب الحالية للعلاج الأوليّ، ويكشف عن فرص جديدة لتطوير علاجات أكثر فاعليةً للنقائل السرطانية.
عادةً يمكن علاج سرطان الثدي الأوليّ بالجراحة والعلاج الإشعاعيّ، ولكن بحلول المرحلة التي يجري عندها تشخيص المرض، ربما يكون الورم قد نثر بعض الخلايا التي قد تتسبب في النقائل السرطانية –أي أورام جديدة في أجزاء أخرى من الجسم– التي عادةً ما تكون مميتة. لذا فثمة حاجة إلى علاج شامل للقضاء على الخلايا المنفصلة ومنع حدوث النقائل.
يجري اختيار العلاج وفق نوع السرطان الثانوي، الذي يتحدد بواسطة الطفرات المسبِّبة للسرطان الموجودة في الورم. إلا أننا لا نعرف سوى القليل نسبيًّا عن جينيّات سرطان الثدي النقيليّ. وقد قدمت الدراسة التي أجراها فريق بحث يقوده بير أيستاين لونينج -الباحث في جامعة بيرجن بالنرويج- وبيتر كامبل -الباحث في معهد ولكم تراست سانجر بالمملكة المتحدة- معلومات جديدة ذات دلالات تتعلق بالعلاج.
قارن الباحثون الطفرات الموجودة في خلايا النقائل بالطفرات الموجودة في أورام الثدي الأصليّة، أو الأوليّة، لدى المرضى أنفسهم. وكانت جميع الطفرات في الأورام النقيلية تقريبًا موجودة أيضًا في الأورام الأوليّة، وهو ما يشير إلى أن الخلايا النقيليّة انفصلت عن الورم الأولي في مرحلة متأخرة من تطور الورم. لذا يرجَّح أن التحليل الجيني للورم الأساسيّ سيتنبأ بدقة كبيرة بالنمط الجينيّ لأي خلايا انفصلت مؤخرًا عن الورم، وهكذا يكون من المرجح أن العلاج الشامل الذي سيجري اختياره بناء على الطفرات في الورم الأساسيّ سيكون هو العلاج الأكثر فاعليةً في الوقاية من النقائل.
كذلك درس لونينج وكامبل وزملاؤهما ما إذا كانت الطفرات الرئيسية التي تحفز نمو الأورام –المعروفة بالطفرات المحفزة- في خلايا الورم النقيلي تشبه الطفرات الموجودة في خلايا الورم الأولي. وقد تبيَّن أن النقائل المكتشَفة في الوقت نفسه الذي اكتُشف فيه الورم الأولي كانت غالبًا ما تحمل الطفرات المحفزة نفسها، وهو ما يدعم اختيار العلاج الشامل بناءً على النمط الجينيّ للورم الأولي. غير أن النقائل التي لم تكن قابلةً للاكتشاف سوى في وقتٍ لاحق كانت قد راكمت طفرات محفزة إضافية، وهو ما يعني أن العلاج الذي يجري اختياره على أساس الورم الأوليّ قد يكون أقل فاعلية.
يقول الباحثون إن قدرة الخلايا السرطانيّة على الاستمرار في مراكمة الطفرات مع مرور الوقت تعني أنه من المرجَّح أن تكشف الأنماط الجينيّة للأورام النقيليّة عن تنوع أكبر بين المرضى مقارنةً بالأورام الأوليّة. ويخلص الباحثون في دراستهم إلى أنه لا بد من إجراء دراسات أكبر على المرضى المصابين بسرطان الثدي النقيليّ؛ لتحديد حجم هذا التعقيد، ووضع أهداف علاجيّة جديدة.
References
Yates, L.R., Knappskog, S., Wedge, D., Farmery, J.H.R., Gonzalez, S. et al. Genomic evolution of breast cancer metastasis and relapse. Cancer Cell 32, 169–184 (2017). | article