26 أغسطس 2019
عادةً ما تظهر على المرضى الذين يعانون من العدوى بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية مجموعةٌ كبيرةٌ من الأعراض، تتراوح من الإصابة بمرض شبيه بنزلات البرد يقيد حركة المرء، إلى الإصابة بفشل كامل في الجهاز التنفسي والوفاة. ومع ذلك، لا نعرف الكثير عن انتشار المرض في جميع أنحاء الجسم أو الأعضاء التي تتأثر به بالدرجة الأولى.
في الوقت الراهن، أجرى مستشار العناية المركزة بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية ياسين عرابي وزملاؤه، تحليلًا للتغيرات المرتبطة بالمرض، والتي تطرأ على الأعضاء الرئيسية في الجسم، كما حللوا مدى انتشار الجسيمات الفيروسية لفيروس كورونا في جسد مريض تُوفي مؤخرًا. تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن الجسيمات الفيروسية تتجمع في أعضاء مختلفة بالجسم، بما في ذلك الرئتين والكُلى.
يُعد الاختلال الوظيفي الذي يصيب بعض أعضاء الجسم من السمات المميزة لحالات العدوى الشديدة بالفيروس، وبخاصة الفشل الكُلوي الحاد الذي يصاب به 75% من المرضى ذوي الحالات الحرجة. أجرى فريق من الباحثين بقيادة خالد السعد، من قسم علم الأمراض والطب المخبري بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، تحليلًا لعينات من أنسجة الأعضاء مأخوذة من مريض ذكر يبلغ من العمر 33 عامًا تُوفي في المستشفى عقب إصابته بعدوى فيروس كورونا في عام 2015. وجمع الباحثون عينات من قلب المتوفَّى ومن الكبد والكليتين وعضلات الفخذ والمخ والرئتين في غضون 45 دقيقة من حدوث الوفاة، كما أجروا تحقيقات باستخدام التلوين الكيميائي الهيستولوجي المناعي والفحص المجهري الإلكتروني.
أظهرت أنسجة الرئتين التهابًا رئويًّا نزفيًّا حادًّا. كذلك وجد الباحثون درجات متفاوتة من التلف عبر الرئتين، مع احتواء أكثر المناطق تضررًا على كميات كبيرة من الدم والأورام الليفية المتشابكة التي عاقت تدفق الدم، إضافة إلى حدوث تلف في مسام الأكياس الهوائية. كذلك أظهرت أنسجة الكُلى تغيرات جوهرية في الخلايا الظهارية الأنبوبية التي تؤدي دورًا رئيسيًّا في وظائف الكُلى. كما وجد الباحثون بعض الالتهابات في الكبد، لكن لم تصادفهم أية تغييرات واضحة في القلب والدماغ.
بعد ذلك تعقَّب الفريق تراكمات الجسيمات الفيروسية في جميع العينات. وأوضحوا أن فيروس كورونا يُعبَّر عنه في عدة أنواع من الخلايا، تتضمن الخلايا الرئوية (وهي الخلايا المسؤولة عن تبادل الغازات في الأكياس الهوائية للرئتين)، وخلايا الكُلى والخلايا التي تبطِّن الجزء الداخلي من الأوعية الدموية. على ما يبدو تُشجع خلايا الكُلى على استنساخ الفيروس وتعمل على توليد الجسيمات الفيروسية المُعدية بأعداد أكبر بكثير مما تولده خلايا الشعب الهوائية. تَعرَّف الباحثون أيضًا الجسيمات الفيروسية التي تدخل إلى أنسجة العضلات الهيكلية عن طريق الخلايا البلعمية المضيفة.
تشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن خلايا الكُلى والعضلات الهيكلية وأنسجتها تدعم نمو فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهي ظاهره تُعرف باسم "الانتحاء".
يوضح الفريق البحثي في ورقته البحثية التي نُشرت في دورية "هيستوباثولوجي": "من المحتمل أن يكون رد فعل المريض الذي فحصناه تجاه عدوى فيروس كورونا غير نمطي [كان المريض مصابًا أيضًا بسرطان الغدد الليمفاوية]". "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات التفصيلية لاستكشاف التغيرات المورفولوجية المرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا، إضافةً إلى ضرورة إجراء دراسات تركيبية دقيقة، وكذلك دراسات عن التموضع الكيميائي الهيستولوجي المناعي؛ وذلك لتعزيز فهمنا للأمراض الفيروسية".
References
-
Alsaad, K. O., Hajeer, A. H., Al Balwi, M., Al Moaiqel, M., Al Oudah, N. et al. Histopathology of Middle East respiratory syndrome coronavirus (MERS-CoV) infection – clinicopathological and unilateral study. Histopathology 72, 516–524 (2018).| article