الجوع وصحة القلب

إن الأشخاص الذين عانوا من نوبات قلبية هم الأكثر عرضة لحدوث نوبات مستقبلية. فعندما يحدث انسداد في الشرايين التاجية للقلب، قد يسبب انخفاض تدفق الدم تورمًا، وموت الخلايا، وحدوث تشوهات بنيوية في البطين الأيسر بالقلب، وخاصة في المناطق المحيطة بالانسداد. تؤدي هذه التغييرات المجهرية إلى آلام في الصدر وضيق في التنفس وتَكَّون أنسجة ليفية، كما تضعف وظائف القلب مما يزيد من خطر قصور القلب.  

يدرس حاليًّا رفعت عيد، وزملاؤه في جامعة الملك خالد في أبها، بالمملكة العربية السعودية، هرمون الجريلين المعوي وآثاره الوقائية للحد من تلف البطين الأيسر في الجرذان التي تعاني احتشاء عضلة القلب(MI) ، إثر التدخل الجراحي1.  يُطلق على الجريلين في معظم الأحيان اسم "هرمون الجوع" لأنه يُفرز في الأمعاء ويعمل كمرسال للإشارات لإخبار المخ بأن يشعر بالجوع. غير أن الدراسات الحديثة قد أظهرت أن الجريلين يُنتج في القلب وأعضاء أخرى، مما يشير إلى أن للهرمون أدوار فسيولوجية واسعة النطاق لا تقتصر على إرسال إشارة الجوع.

هذا وقد وجد الباحثون السعوديون أن الجرذان المستحث بها احتشاء عضلة القلب - والتي كانت تُعطى محاليل ملحية تحتوي على الجريلين لمدة ثلاثة أسابيع متتالية - شهدت تحسنًا في وظائف القلب، وزيادة في انقباض عضلته، وانخفاضًا في مستويات إنزيمي كرياتين كيناز ونازع هيدروجين اللاكتات في الدم، وهما إنزيمان مرتبطان بالإجهاد الخلوي. كما أظهرت العينات المأخوذة من البطين الأيسر للجرذان المستحث بها احتشاء عضلة القلب انخفاضًا في مستويات التعبير عن المؤشرات الحيوية لموت الخلايا، وزيادة في مستويات التعبير عن مثبط موت الخلية.

استخدم الباحثون كذلك الفحص المجهري الإليكتروني لفحص عينات الأنسجة المأخوذة من جرذان ضابطة وأخرى مستحث بها احتشاء عضلة القلب، ووجدوا أن الجرذان الضابطة التي أُعطيت محاليل ملحية تحتوي على الجريلين لمدة ثلاثة أسابيع متتالية لم تتعرض لأي آثار جانبية ضارة. من ناحية أخرى، أدى الجريلين إلى انخفاض تَكَوّن الأوعية الدموية، ووقف تشكيل الأنسجة الليفية، والحفاظ على بنية الميتوكوندريا، ومنع تورم الميتوكوندريا في الجرذان المستحث بها احتشاء عضلة القلب. إجمالًا، تشير هذه النتائج إلى أن الجريلين آمن وفعال في الحفاظ على خلايا عضلة القلب وتقليل الأضرار التي تصيب البطين الأيسر.

يرى الباحثون أن هرمون الجريلين له دور مهم في تنظيم وظائف القلب والحماية من الإجهاد الخلوي. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كان تناول هذا الهرمون له نفس الآثار العلاجية على البشر مثل الجرذان، أم لا. فثمة حاجة إلى مزيد من التجارب والمحاولات الأخرى لتأكيد سلامة وفعالية الجريلين في الوقاية من احتشاء عضلة القلب في المستقبل.

References