الخلايا الجذعية تحشد قواتها ضد السرطان

مجموعة من الخلايا الجذعية البالغة-أمكن تحديدها مؤخرًا- تطلق إشارات يمكنها حث المناعة على مهاجمة الخلايا الورمية. 

Mesenchymal stem cells (MSCs) may have the capacity to marshal a potent antitumor immune response

تتمحور المعرفة السائدة المتعلقة بإمكانات الخلايا الجذعية حول العلاجات التي تحل مباشرةً محل الأنسجة غير السليمة– إلا أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن خلايا جذعية معينة تستطيع شن حربٍ ضد الخلايا السرطانية. فقد أظهر فريق بقيادة محمد أبو مرعي من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) أن الخلايا الجذعية اللحمية الوسيطة (MSCs) قد تمتلك القدرة على تنظيم استجابة مناعية قوية مضادة للورم1.

تُشتق الخلايا الجذعية اللحمية الوسيطة من أنسجة ضامة معيّنة في الجسم. ويمكن لهذه الخلايا الجذعية البالغة أن تشكّل العظام والدهون والغضاريف، ولكنها تُعرف أيضًا بإطلاق حشد من الإشارات البيولوجية القوية التي قد تُثبت قيمتها في علاج الأمراض. وفي ورقة بحثية نُشرت في دورية Stem Cell Research & Therapy، حدد أبو مرعي وزملاؤه مجموعةً فرعيةً جديدة من الخلايا الجذعية الوسيطة في قسم من المشيمة البشرية يُعرف باسم الغشاء الساقط الجداري (DP)، وكان مهتمًّا باستخداماته السريرية المحتملة.

"لقد وجدنا أن هذه الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الغشاء الساقط الجداري من المشيمة (DPMSCs) تُنتِج عوامل تُعرف بتعديلها للأنشطة الوظيفية للخلايا المناعية، وتحثّ على التعبير عن الجزيئات المضادة للسرطان عن طريق تلك الخلايا"، وفق شرح "أبو مرعي".

لتقدير التأثيرات الفسيولوجية لهذه الإشارات، عمد فريقه إلى تقييم الطريقة التي تستجيب بها مجموعات الخلايا المناعية الفرعية البشرية عند استزراعها في وجود الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الغشاء الساقط الجداري من المشيمة. وركزوا على الخلايا القاتلة الطبيعية، التي تؤدي دورًا محوريًّا في الدفاع ضد الأورام وحالات العدوى الفيروسية، وتنسّق أيضًا الاستجابة المناعية على نطاق أوسع. عندما كانت هذه الخلايا القاتلة الطبيعية مُنَشَّطة بالفعل، هاجمت الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الغشاء الساقط الجداري من المشيمة وقضت عليها. ولكن عندما كانت هذه الخلايا غير منشّطة، فقد شجعت الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الغشاء الساقط الجداري من المشيمة تكاثر الخلايا القاتلة الطبيعية، وساعدت على تشغيلها بالعمل على بروتين إطلاق الإشارة المسمى مستقبلات إنترليوكين - 18 (IL-18R).

عندما نُقِلت هذه القاتلات الطبيعية المنشطة بالخلايا الجذعية إلى مزارع الخلايا السرطانية، انتقلت بسرعة لمهاجمة الخلايا المريضة والقضاء عليها. يقول أبو مرعي: "الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الغشاء الساقط الجداري من المشيمة تعزِّز فاعلية الخلايا القاتلة الطبيعية المضادة للسرطان عبر آليات ربما تَتضمّن IL-18R".

إلا أن هذه الخصائص نفسها المحفّزة للمناعة غالبًا ما ستجعل هذه الخلايا خيارًا سيئًا لعلاج اضطرابات المناعة الذاتية كالتصلب المتعدد -وهو مؤشر يدفعهم الآن لاختبار أنواع فرعية أخرى من الخلايا الجذعية الوسيطة في العيادة.

 لقد أثبت العلاج المناعي أنه سلاح قوي ضد السرطانات العنيدة، ولكن قد يكون من الصعب أن يثير استجابةً مناعيةً فعالة. لذلك يسعى أبو مرعي لاستكشاف ما إذا كانت هذه الخلايا الجذعية قد تُستخدم في ’تدريب‘ الخلايا المناعية التي جُمعت حديثًا من أجل مهاجمة الأورام بشكل أشد ضراوة. ويتابع: "نتطلع إلى تعليم الخلايا القاتلة الطبيعية في المزارع مع وجود الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الغشاء الساقط الجداري من المشيمة، ومن ثم إطلاق هذه الخلايا المتعلمة في مرضى السرطان".

References

  1. Abumaree, M.H. et al Characterization of the interaction between human decidua parietalis mesenchymal stem/stromal cells and natural killer cells. Stem Cell Res. Ther. 9, 102 (2018). | article

أقرأ أيضا

مؤشرات حيوية للسرطان القولوني المستقيمي

جين مُتحوّل كابح للورم، قد يكون بمنزلة مؤشِّر مفيد لتشخيص سرطان الأمعاء وتوقّع سير المرض.

توسيع الشبكة

استراتيجية مبتكرة للتنقيب عن أهداف علاجية للسرطانات عبر فحص الجينات المحفوظة في جينوماتها.

تحسين قدرة خلايا المشيمة الجذعية على مقاومة السرطان

التهيئة المسبقة للخلايا الجذعية المضطلعة بحماية الجنين البشري، لتحسين قدراتها على مهاجمة الأورام.