تحسين قدرة خلايا المشيمة الجذعية على مقاومة السرطان

التهيئة المسبقة للخلايا الجذعية المضطلعة بحماية الجنين البشري، لتحسين قدراتها على مهاجمة الأورام.

قراءة

N/A

يرى علماء من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)، أنه يمكن تدريب خلايا مشيمية بشرية على تعزيز سماتها المقاوِمة للسرطان.

تعدّل الخلايا الجذعية الوسيطة MSC -التي توجد في الأنسجة الضامة بجميع أنحاء الجسم- من نمطها الظاهري وتأثيراتها الوظيفية في الخلايا المحيطة بها، حسب البيئة الميكروية المعرّضة لها، فتتمايز إلى خلايا عظمية ودهنية وغضروفية. لهذا يعكف عديدٌ من المجموعات البحثية على دراسة قدرتها على استبدال الأنسجة التالفة أو غير السليمة.

وكانت مجموعة يقودها عالم الأحياء الخلوية، محمد أبو مرعي، من كيمارك، قد عزلت ودرست من قبل الخلايا الجذعية الوسيطة الموجودة في جزء من بطانة رحم الأم الحامل، يدعى الغشاء الساقط من المشيمة البشرية. ووجدوا أن الخلايا الجذعية الوسيطة المأخوذة من الغشاء الساقط من المشيمة DPMSCs -التي تتعرَّض للالتهاب والإجهاد التأكسدي في أثناء الحمل- تعزّز نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، التي تلعب دورًا مهمًا في الدفاعات المضادة للسرطان.

في حين وجد باحثون آخرون أن الأورام يمكنها أن تضخّ بروتينات من شأنها أن تقوِّض الخصائص العلاجية للخلايا الجذعية الوسيطة، بل وأشار بعضهم إلى أن الخلايا نفسها قد تساعد على  تعزيز نمو الأورام.

في هذه الدراسة الجديدة، استزرع أبو مرعي وزملاؤه الخلايا الجذعية الوسيطة المأخوذة من الغشاء الساقط من المشيمة، وعرَّضها لتركيزات مختلفة من وسط كان يستخدم سابقًا لإنماء خلايا سرطان الثدي. ووجدوا أن الخلايا تمكَّنت من البقاء على قيد الحياة، حتى عند تعرّضها لتركيزات عالية من وسط الخلايا السرطانية، إلا أن قدرتها على التكاثر والارتباط بالخلايا المجاورة تراجعت.

خلص الباحثون إلى أن هذا التراجع في القدرة على التكاثر يعني أنه من غير المرجح أن تتمكن الخلايا الجذعية الوسيطة المأخوذة من الغشاء الساقط من المشيمة من تحفيز نموّ الورم، كما سبق أن أشار علماء آخرون، ولكن مع أنواع أخرى من الخلايا الجذعية الوسيطة.

وعند تهيئة الخلايا الجذعية الوسيطة المأخوذة من الغشاء الساقط من المشيمة لمدة 72 ساعة في وسط خلايا سرطان الثدي، استعادت قدرتها على التفاعل مع الخلايا الأخرى المجاورة والارتباط بها، كما كانت أقل قدرة على غزو الخلايا البطانية المشتقّة من الحبل السرّي، مقارنة بالخلايا التي لم تخضع لتهيئة مسبقة.

يقول فواز أبو مرعي، الذي يعمل في معهد كارولينسكا في ستوكهولم بالسويد، وأحد أعضاء فريق البحث: "تقع الخلايا الجذعية الوسيطة المأخوذة من الغشاء الساقط من المشيمة عند السطح البيني الفاصل بين الأم والجنين، ويجب أن تكون قادرة على التحمّل، لأنها تتعرض في أثناء الحمل لبيئة تأكسدية منهكة". ويضيف قائلًا: "تُظهر دراستنا أن تدريبها في وسط مهيأ بخلايا سرطانية بهذه الطريقة قد يُحسِّن سماتها المقاومة للسرطان".

تعدُّ هذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تبحث كيفية تأثر سمات الخلايا الجذعية الوسيطة المأخوذة من الغشاء الساقط من المشيمة بالتعرض لمزرعة سبق إنماء خلايا سرطانية فيها.

كما تمكَّن فريق أبو مرعي من تحديد بعض الجينات التي يُحتمل أن تكون مسؤولة عن تأثيرات الوسط السرطاني على سمات الخلايا الجذعية الوسيطة المأخوذة من الغشاء الساقط من المشيمة.

References

  1. Bahattab, E. Cancer Conditioned Medium Modulates Functional and Phenotypic Properties of Human Decidua Parietalis Mesenchymal Stem/Stromal Cells. Tissue Engineering and Regenerative Medicine 16(6), 615–630 (2019). | article

أقرأ أيضا

الخلايا الجذعية تحشد قواتها ضد السرطان

مجموعة من الخلايا الجذعية البالغة-أمكن تحديدها مؤخرًا- تطلق إشارات يمكنها حث المناعة على مهاجمة الخلايا الورمية.