29 أبريل 2020
أظهر استخدام العلاج بالخلايا الجذعية لإصلاح الأضرار الناجمة عن الإصابة بالسكتات القلبية نتائج واعدة في التجارب السريرية التي أُجريت مؤخرًا، لكن الآليات الكامنة وراء هذه النتائج ليست واضحة بعد. وقد طرحت دراسة أمريكية جديدة تحديًا للنظرية السائدة في هذا الصدد.
في السابق، اعتقد العلماء أن الخلايا الجذعية بعد حقنها سوف تحفِّز إنتاج خلايا قلبية جديدة، أو ما يُسمَّى بالخلايا العضلية القلبية، وهو ما يؤدي إلى تقوية القلب ومساعدة المرضى على التعافي. لكن مؤخرًا، جيفري مولكِنتين -الباحث بجامعة سينسيناتي- وزملاؤه في جميع أنحاء الولايات المتحدة أثبتوا أن حَقن الخلايا الجذعية في القلب يُسبِّب استجابة مناعية فطرية، وأن هذه الاستجابة هي التي تُسهِّل عملية إصلاح الأنسجة. ولم تتكوَّن إثر هذا الحقن خلايا عضلية قلبية جديدة في أي جزء من أجزاء القلب.
وعن ذلك، يقول مولِكنتين: "أثبتنا أن عمليات حقن القلب، سواء بالخلايا الحية، أو بقايا الخلايا الميتة، أو حتى المواد المُحفِّزة للالتهاب، كلها مجتمعة لا يُمكنها أن تحقق سوى فائدة علاجية بسيطة للقلب عن طريق تحفيز استجابة مناعية مُوجَّهة". ويضيف: "يدل هذا على أن عمليات حقن الخلايا الجذعية البالغة ربما لا تكون مطلوبة في المقام الأول، ولها آثارها الملموسة في علاج المرضى بعد السكتات القلبية".
قرَّر الفريق البحثي استكشاف الآليات الكامنة وراء استخدام الخلايا الجذعية البالغة لعلاج الإصابات التي تلحق بأنسجة القلب، وهي الآليات التي تَجري دراستها حاليًا على نحو شائع في التجارب السريرية والتي أثبتت أيضًا أنها ذات تأثير وقائي طفيف للقلب. فأجرى مولكنتين وزملاؤه سلسلة من التجارب على نماذج من الفئران ذات إصابات ناجمة عن سكتات قلبية.
قسَّم الفريق نماذج الفئران إلى مجموعات، وحقن قلوب الفئران بنوعين مختلفين من الخلايا الجذعية البالغة.
ويقول مولكِنتين: "استشعر الجسم على الفور أن الخلايا المحقونة لا تنتمي إلى القلب، وأصدر استجابة مناعية سريعة لقتلها. وكجزء من هذه الاستجابة، تراكمت في القلب خلايا مناعية تسمى بالبلاعم، أخذت في إزالة الخلايا "الأجنبية" المُحتضرة، وحفزت عملية التئام الجروح في أنسجة القلب التالفة".
كما أظهرت دراسات إضافية أن أنواعًا فرعية من البلاعم الموجودة في مناطق الأنسجة المتضررة قد مالت إلى التغيُّر بشكل تفضيلي لضمان تقليل تكوُّن الندوب إلى أدنى حد ممكن. إذ غيرت البلاعم نشاط الأرومات الليفية -وهي خلايا تُولِّد أنسجة ندبية ويمكنها أن تعيد ترميم القلب- وأدَّى ذلك إلى تعزيز الخصائص الفيزيائية للندبة المتكونة.
ويقول مولكنتين: "عنى ذلك أن القلب قد تعافى على نحو أفضل بفضل الندوب الأكثر مثالية، مما يشير إلى تحسن في خصائص انقباض القلب".
جرَّب الفريق بعد ذلك حقن الفئران بـ»زيموسان«Zymosan-وهو مُركَّب كيميائي خامل يحفز بقوة الاستجابة المناعية الفطرية- بدلًا من الخلايا الجذعية. وقد استحث مُركَّب زيموسان عملية التعافي ذاتها في القلوب المتضررة.
References
Vagnozzi, R.J., Mallet, M., Sargent, M.A., Khalil, H., Johansen, A.K.Z. et al. An acute immune response underlies the benefit of cardiac stem cell therapy. Nature 577, 405-409 (2020). | article