3 سبتمبر 2020
أُجريت حديثًا دراسةٌ في الرياض بهدف بحث آثار الرعاية الأبوية على الأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السُكَّري، خَلُصَت إلى وجود علاقة بين رعاية الأبوين للطفل والتفاعلات بينهم والصحة العاطفية من ناحية، وتحقيق مستوىً أفضل من التحكم في نسبة سكر الدم لدى الطفل من ناحية أخرى. ومن خلال فهم هذه الصلة، يمكن أن يتخذ الباحثون من التفاعلات بين الأبوين والطفل أهدافًا للتدخل.
يُعدّ النوع الأول من مرض السُكَّري مرضًا مزمنًا يعجز جسدُ المصاب به عن إنتاج ما يكفي من الإنسولين الذي يُستخدَم لتحقيق التوازن في نسب الجلوكوز. ووفقًا للدراسة، تتزايد الإصابة بمرض السُكَّري بين مَن هم دون العشرين بمعدل يتراوح بين 2 و5% على مستوى العالم سنويًّا. وفي المملكة العربية السعودية، يُصاب به 1.095 من كل 1,000 طفل ومراهق.
ويقتضي التحكم في مرض السُكَّري استخدام حقن الإنسولين وضبط النظام الغذائي وتعديل الجرعات بما يتناسب مع ممارسة الرياضة ودرجة الحساسية للإنسولين خلال اليوم. وقد تبيَّن أن بنية الأسرة ومستوى تعليمها من بين العوامل التي تُؤثر في مؤشر نسبة السكر في الدم لدى الأطفال. وأشارت الدراسة إلى أن "آباء وأمهات الأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السُكَّري في الرياض لديهم مستوىً عالٍ من الضغط النفسي، ما يرتبط بنمط نسبة السكر في الدم لدى الطفل ويُؤثر بدوره في إمكانية التحكم بمرض السُكَّري".
ركَّزت الدراسة على أربعة مفاهيم رئيسية: التواصل والكرب العاطفي والرعاية الطبية والدور الوظيفي، وقد أُجريت هذه الدراسة المُستعرضة في الرياض على 390 من الآباء والأمهات. وأظهرت النتائج أنه "كلما زادت مشاركة الأسرة، انعكس ذلك إيجابًا على إمكانية التحكم في المرض". مثَّلت الأمهات 95% من إجمالي العينة، وكان للمعرفة الصحية لديهن وأوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية تأثير كبير في التحكم بنسب سكر الدم لدى الأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السُكَّري.
وقد تبيَّن أن التواصل بين الأبوين والطفل من جهة، وبين الأبوين والطبيب من جهة أخرى يلعب دورًا محوريًا، إذ تُشير الدراسة إلى أنه "يمكن تحسين التواصل في أثناء زيارات العيادات، باستخدام لغة بسيطة عند شرح إجراءات محددة".
كما توصلت الدراسة أيضًا إلى أن مشاعر الأبوين بشأن صحة طفلهما، فضلًا عن انتظارهما أخبارًا قد تُصيبهما بالتوتر، من بين العوامل التي تُسبِّب لهما كربًا عاطفيًا. واقترحت أن يحضرا برامج تثقيفية للتعرف أكثر إلى المرض الذي يعاني منه الطفل.
ونظرًا إلى وجود ارتباط بين مؤشر نسبة السكر في الدم لدى الأطفال ومستوى الضغط النفسي لدى الأبوين، يُوصي القائمون على الدراسة بـ"تقييم مستوى الضغط النفسي لدى الأبوين بصفة دورية. ولتوفير الرعاية المُثلى يتطلب الأمر دمج الدعم النفسي والاجتماعي باعتباره جزءًا من الرعاية الروتينية لهؤلاء المرضى وأسرهم".
References
- Aldubayee, M. et al. Parental levels of stress managing a child diagnosed with type 1 diabetes in Riyadh: a cross sectional study. BMC Psychiatry 20, 5 (2020). | article