7 أكتوبر 2020
كشفت دراسة أُجريت على أطفالٍ سعوديين يخضعون لِغَسْل الكُلى البريتوني، من أجل علاج أمراض الكُلى، عن ارتفاع مُقلِق في معدل الإصابة بالتهاب الغشاء البريتوني (التهاب الصفاق)، وهو نوع من العدوى يُصيب الغشاء الداخلي المُبطن لجدار تجويف البطن.
ويُعَدُّ التهاب الغشاء البريتوني أحد العوامل التي تلعب دورًا رئيسًا في فشل غَسْل الكُلى البريتوني، كما تترتب عليه نتائج سيئة بالنسبة إلى المرضى، بما يشمل الإصابة بأمراضٍ أخرى، والوفاة.
ويُجرى غَسْل الكُلى البريتوني باستخدام أنبوبٍ يُدخَل عبر جدار الغشاء البريتوني؛ لطرد السموم التي تتراكم في بطن المريض، عندما يكون مُصابًا بالفشل الكُلوي.وعادةً ما يُستخدم غَسْل الكُلى البريتوني بديلًا لعملية الغَسْل الكُلوي الدموي (أو ما يُعرف بالديال الدموي)، التي يُستخلَص فيها الدم ويُنَظَّف مباشرةً، إذ يمكن أن يحقِّق نتائج أفضل للمرضى في العديد من الظروف.
هذا.. ويقول مؤلفو التقرير البحثي بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك): إنّ "التهاب الغشاء البريتوني أحد المُضاعفات المتكررة بين الأطفال، لكنْ لم يُبَلَّغ كثيرًا عن حدوثه في المملكة العربية السعودية." ولسَدّ هذه الفجوة، لجأ الباحثون إلى السجلات الطبية للأطفال في مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال بالرياض.
وقد فحص الباحثون التاريخ الطبي لـ27 طفلًا خضعوا لغَسْل الكُلى البريتوني في الفترة ما بين سبتمبر 2007، وديسمبر 2017، واكتشفوا 86 تشخيصًا بالتهاب الغشاء البريتوني، كما وجدوا أن نحو ثلثي الأطفال تعرَّضوا مرتين - على الأقل - لهذه الحالة المرضية.
ويُوصف هذا المعدل للإصابة بالتهاب الغشاء البريتوني بأنه مرتفع، إذا ما قُورن ببيانات مُستقاة من بلدانٍ أخرى، كما أنه يتجاوز المستويات المقبولة المنصوص عليها في توصيات الجمعية الدولية لغَسْل الكُلى البريتوني. وتدعم هذه الدراسة، التي أُجريت في كيمارك، نتائج مماثلة - وإنْ كانت محدودة - من بعض الدراسات السابقة التي أُجريت على مرضى سعوديين.
كان التحدي الرئيس أمام الباحثين هو محاولة تحديد أسباب ارتفاع معدلات التهاب الغشاء البريتوني في المستشفى السعودي، والتوصل إلى تدخُّلاتٍ مناسبة؛ للتعامل مع المشكلة.
يقول الباحثون: "لقد اختبرنا الفرضية القائلة إنّ بعض العوامل الديموجرافية والسريرية قد تقترن بارتفاع معدل الإصابة بالتهاب الغشاء البريتوني".
وقد تمكنوا من تحديد العديد من المُتغيرات التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الغشاء البريتوني، والتي من بينها كون المرضى من الإناث، وكبار السن. كما يمكن أن تؤدي عوامل معينة - مثل الانتماء إلى خلفيةٍ اجتماعية واقتصادية منخفضة المستوى، وقصر القامة، وانخفاض الوزن عن المتوسط - إلى زيادة احتمالات الإصابة بهذا الالتهاب.
ووجد الفريق أيضًا أن الإصابة بالمرض الكُلوي المعروف باسم بالمتلازمة الكُلائية الخِلْقِيَّة، وبعض مؤشرات المرض الكيميائية الحيوية المُحدَّدة، والخضوع لعلاجٍ طويل الأمد بالمُضادات الحيوية، كانوا بمثابة عوامل خطر، زادت من احتمالات إصابة الأطفال بالتهاب الغشاء البريتوني.
ويخطط الفريق البحثي في الوقت الراهن - متسلِّحًا بهذه الرؤى الكاشفة - لوضعِ "استراتيجية وقاية مُثلى من الإصابة بالتهاب الغشاء البريتوني، أو دليل لأفضل الممارسات"، وذلك بغرض محاولة تقليل حدوث الإصابة بالتهاب الغشاء البريتوني في مركزهم، بل ومَنْعها. ويمكن أيضًا تطبيق استراتيجيتهم على نطاق أوسع في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وفي أماكن أخرى.
References
- Al Mokali, K., Al Sannaa, Z., Al Mutairi, F., Ahmed, A. E. Factors influencing occurrence of peritonitis in Saudi children on peritoneal dialysis. BMC Pediatrics 20:42 (2020) | article