تزداد قدرة  البكتيريا الممرضة، مثل الإشريكية القولونية Escherichia coli والكلبسيلة الرئوية Klebsiella pneumoniae على مقاومة المضادات الحيوية، وهو ما يتسبب في آثار كبيرة على الصحة العالمية. يتوافر عديد من المضادات الحيوية لعلاج عدوى الكلبسيلة الرئوية، لكن المُمرِض تطور لتفادي كل هذه المضادات تقريبًا، بما فيها عائلة مضادات كاربابينيم الحيوية التي كانت تعتبر خط الدفاع الأخير.

قاد ماجد الغريبي -رئيس قسم أبحاث الأمراض المعدية في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)- فريقًا تولّى فحص سلالات الكلبسيلة الرئوية، المنتشرة حاليًا في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، لتحديد الجينات المسببة للمقاومة والموجودة بالمنطقة. وتحقَّق الفريق كذلك من الأنماط الجينية للسلالات السائدة لتسهيل برامج المكافحة. وسوف يُسترَشد بالنتائج التي توصل إليها الفريق لوضع استراتيجيات التدخل لمكافحة العدوى وللمساعدة على تعزيز الاستخدام الصارم والفعال للمضادات الحيوية.

تتطوَّر البكتيريا بسرعة عبر آليات متنوعة، مثل الطفرات التي تُغيِّر جوانب من بنيتها فلا تعود المضادات الحيوية قادرة على الارتباط بها وتدميرها. ويمكن للبكتيريا أيضًا مشاركة معلومات الحمض النووي في ما بينها عبر جزيئات تُسمّى البلازميدات، والتي يمكن أن تحمل الشفرات الوراثية التي تعزز المقاومة.

فحص الغريبي وفريقه 50 عينة معزولة من الكلبسيلة الرئوية من مصادر سريرية مختلفة مأخوذة من مرضى المستشفى. كانت جميعها مقاومة لأكثر من ثلاثة مضادات حيوية ، بما في ذلك مضادات كاربابينيم. ووجد الباحثون أن 49 من أصل 50 عينة معزولة تحتوي على جين CTX-M، وهو جين شائع مقاوم للمضادات الحيوية موجود في سلالات الكلبسيلة الرئوية في جميع أنحاء العالم.

وجد الفريق أيضًا متغيرات من جين OXA -المعروف بمنح مقاومة مضادات كاربابينيم- في 43 عينة، واحتوت 16 عينة على جين آخر مقاوم لمضادات كاربابينيم، وهو جين NDM-1. وحددوا أيضًا نمطين ظاهريين حديثين من جين OXA مختلفين من الناحية السلالية، مما يعني أن المتغيرات قد تطورت بمعزل عن بعضها.

كانت ثمة تجمعات متعددة النسائل من الكلبسيلة الرئوية موجودة في العينات، وحدَّد الباحثون أربعة أنماط وراثية رئيسية. ويأمل الباحثون في توسيع نطاق دراستهم لبحث مجموعة أكبر من العينات في المستقبل القريب. سيسهم ذلك في إنشاء قاعدة بيانات قوية للسلالات المنتشرة في المملكة العربية السعودية.

وكما يقول الفريق البحثي في دارسته المنشورة في مجلة Cureus: "قد لا تعطي هذه النتائج الصورة الحقيقية لمقاومة المضادات الحيوية في جميع أنحاء البلاد. وثمة حاجة إلى دراسة متعددة المحاور تتضمن عددًا أكبر من العينات المعزولة [...] كما أن دراسة البلازميدات التي تحمل جينات المقاومة ستلقي الضوء أيضًا على النقل الأفقي".

References