دراسةُ العوامل التي تُؤثِّر في معدل نجاة مرضى الحروق

البياناتُ المستمدةُ من مرضى وُضعوا على أجهزة تنفسٍ صناعي تُقدِّم رؤيةً كاشفةً بخصوص العوامل التي تُؤثِّر في  معدلات النجاة من الموت.

Phanie / Alamy Stock Photo

قد يتوافر عمّا قريبٍ علاجٌ مُخصَّصٌ وأكثر فاعلية لمن يعانون من الحروق الشديدة. فقد أجرى باحثون في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية تقييمًا لمعدلات وفاة مرضى الحروق الذين يحتاجون إلى أجهزة تنفسٍ صناعي، وتمكَّنوا من تحديد العوامل التي تُسهِم في نجاتهم.

تؤثر الحروقُ في الجلد أو الأنسجة الأخرى بدرجاتٍ متفاوتة. فالحروق الطفيفة التي تُصيب سطح الجلد وبعض الطبقات تحت الجلد قد تشفى بسرعة ولا يتطلب الأمرُ أكثر من استخدام مسكّنات الآلام. أما الحروقُ الكبيرة فتمتدُ لتصلَ إلى جميع طبقات الجلد والأنسجة الأكثر عمقُا، مثل العضلات وأعضاء الجسم والعظام، وكثيرًا ما يَنجُم عنها فُقدانُ المنطقة المحروقة. وتتطلبُ هذه الإصاباتُ التي تُشكِّل خطورةً على الحياة علاجًا مُكثَّفًا وطويل الأمد في وحدة مُتخصِّصة.

وقد لعبت الأساليبُ المتطوِّرة في مجال العناية بالحالات الحرجة والفرق المُتخصِّصة المُكرَّسة لهذا الغرض، دورًا مهمًا في خفض معدلات الوفاة بين مرضى الحروق بدرجة كبيرة. ولضمان استقرار المؤشرات الحيوية لدى المريض، يبدأ العلاجُ عادةً في قسم العناية المُركَّزة بإجراء التنبيب الرغامي والاستعانة بأجهزة التنفس الصناعي، وهما ضروريان لضمان تمكُّن مرضى الحروق الشديدة من التنفس دون صعوبة. غير أن معدلات الوفاة لا تزال مرتفعة جدًا.

تقول فاطمة عثمان، التي أشرفت على الدراسة، إن البيانات المتعلقة بنجاة مرضى الحروق الذين أُدخلوا وحدات العناية المُركَّزة وكانوا بحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي كانت شديدة التفاوت، كما أوضحت أن المعلومات المتعلقة بهذا الأمر شحيحةٌ على المستوى الوطني. وقد أجرى الباحثون تقييمًا لمعدل الوفاة بين  356 مريضًا أُدخلوا وحدات الحروق في مدينة الملك عبد العزيز الطبية ومستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال في الفترة بين يناير 2016 ويوليو 2019. ووُضِع 80 مريضًا منهم على أجهزة التنفس الصناعي بسبب تضرر آلية الاستنشاق.

ونجا أكثر من 95% من المرضى الذين أُدخلوا المستشفيات من إصاباتهم، وهو معدلٌ أفضل مقارنةً بالبلدان النامية الأخرى. تقول فاطمة عثمان: "يمكننا عزو ذلك إلى ممارساتنا المتطوِّرة للغاية وفريقنا المُتخصص". لكن، مع الأسف، تُوفي 20% من مجموعة المرضى الذين وُضعوا على أجهزة تنفسٍ صناعي.

وكان معدلُ وفاة المرضى الذين تزيد أعمارهم على 14 عامًا أعلى مقارنةً بالمرضى الأصغر سنًا، ويرجع ذلك، على الأرجح، إلى اختلافاتٍ في الآليات الفسيولوجية والاستجابات المناعية. تقول عثمان إن الأمراض المصاحبة، التي هي أكثر شيوعًا بين المجموعة غير الناجية من المرضى، يُمكن أن تُسهم هي الأخرى في زيادة معدلات الوفاة بين المرضى الأكبر سنًا.

وأدت الحروق التي طالت نسبةً تتجاوز 60% من الجسم إلى معدل وفاةٍ أعلى من معدل الوفاة الناجمة عن إصاباتٍ طفيفة. كما أدى تضرر آلية الاستنشاق والمضاعفات الصحية التي تُطيل مدة إقامة المصابين في المستشفى إلى زيادة معدل الوفاة. وبالأخصِّ، كان الالتهابُ الرئوي المرتبط بأجهزة التنفس الصناعي، وفشل أعضاء الجسم، والإنتان (تعفُّن الدم) -وهو استجابة جسدية شديدة للعدوى تؤدي إلى تدمير أنسجة الجسم وأعضائه- أهم أسباب الوفاة بين المرضى الذين وُضعوا على أجهزة تنفسٍ صناعي.

ويعتزم الفريقُ التوسع في نطاق هذه الدراسة لتشمل مراكز طبية أخرى في أنحاء المملكة.

References

  1. Ismaeil, T., et al. Survival analysis of mechanically ventilated patients in the burn unit at King Abdulaziz Medical City in Riyadh 2016-2019. International Journal of Burns and Trauma 10, 169–173 (2020). | article

أقرأ أيضا

ترجمة استبيانٍ لقياس رضاء المرضى عن مضادات التجلط إلى العربية

يمكن وضع تقييم شامل لجودة حياة المرضى العرب الذين يُعالَجون فتراتٍ طويلة بالعقاقير المضادة لتجلّط الدم، من خلال هذه النسخة المترجَمة من مقياسٍ دولي لمدى رضاء المرضى.

تحسين نُظُم علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد لدى الأطفال

كشفت دراسة متعددة الجنسيات أن الجمع ما بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي قبل زراعة الخلايا الجذعية المكوّنة  للدم ، يُحسّن فرص نجاة الأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، مقارنةً بالعلاج الكيميائي متعدد العوامل وحده.

بدء تجربة على عقار مضاد للفيروسات لعلاج «كوفيد-19»

تجربة سريرية في المملكة العربية السعودية تدرس فاعلية عقار مضاد للفيروسات مُتداول بالفعل في علاج الأعراض الطفيفة لمرض «كوفيد-19».