أفادت دراسة استقصائية سعودية أن نحو 40% من المشاركين يضعون حزام الأمان بانتظام عندما يكونون في السيارة، ويرتبط معدل الامتثال بوضع أحزمة الأمان بالعمر والجنس والصحة العقلية وعادات أخرى. ويمكن لهذه النتائج أن تدعم جهود المملكة لتحسين السلامة المرورية.

يُعد استخدام حزام الأمان طريقة فعالة لتقليل الإصابات والوفيات على الطرق. غير أن مستوى امتثال الشعب السعودي أقل مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى ومعدل حوادث المرور المميتة لديه أعلى. ففي الولايات المتحدة، 2% من حوادث المرور تسبب الوفاة، ولكن في المملكة العربية السعودية تبلغ النسبة 23% وفقًا لإحدى الدراسات، وتبلغ 15% وفقًا لدراسة أحدث. غير أن هذه التقديرات العالية قد تعكس أيضًا مقدار الخسائر في القوى العاملة، وموارد المستشفيات، ورأس المال البشري، وهو ما يلقي عبئًا ثقيلًا على الشعب السعودي والاقتصاد والصحة العامة.

أصبح ارتداء أحزمة الأمان إلزاميًا للسائقين وركاب المقاعد الأمامية في عام 2000، وجرى فرضه بمساعدة كاميرات المراقبة منذ عام 2018.

وفي هذه الدراسة، أجرى باحثو مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) استقصاءً شمل 5790 شخصًا بالغًا تابعًا للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالرياض. أُجري الاستقصاء بين عامي 2017 و2019، وتشكل البيانات جزءًا من البنك الحيوي الوطني السعودي، وهو مشروع قائم لتقييم السلوكيات الصحية للشعب السعودي.

أظهر تحليل البيانات معدل امتثال أعلى بين الأفراد الأكبر سنًا. وكان احتمال استخدام المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و45 عامًا لحزام الأمان أكبر بنسبة 50% تقريبًا مقارنة بأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا. وكان احتمال استخدام الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات وأبلغوا عن إصابتهم بالاكتئاب والقلق لحزام الأمان أقل بنسبة 26% من أولئك الذين لم يبلغوا عن إصابتهم بأحد الاضطرابات المزاجية.

وكان احتمال استخدام النساء لحزام الأمان أقل بنسبة 86% من الرجال. غير أن عديدات منهن يجلسن في الجزء الخلفي من السيارة، حيث لا يُعد استخدام حزام الأمان إلزامياً بالمملكة العربية السعودية. ويحتاج تحديد الامتثال بوضع حزام الأمان بين السعوديات اللائي حصلن على رخص القيادة منذ عام 2018 إلى مزيد من الدراسات.

إضافة إلى ذلك، كان احتمال استخدام مرضى السرطان لحزام الأمان أكبر من غير المصابين بالسرطان بمقدار الضعف، وكان الأشخاص الذين يُنظِّفون أسنانهم أكثر من مرتين في اليوم معتادين أيضًا على وضع أحزمة الأمان. ويقول الباحثون إن هذا يوضِّح أن الأشخاص الذين يتبعون أسلوب حياة صحيًا قد يميلون إلى اتخاذ عادات آمنة في السيارة أيضًا.

يقول سليمان الغنام، الباحث في الصحة العامة بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية: "تسلط هذه الدراسة الضوء على الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في برامج الصحة العامة التي تستهدف مجموعات محددة وتركز على  الامتثال بوضع حزام الأمان للوقاية من الإصابات. وثمة التزام كبير مطلوب للحد من الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق، إذ تعمل المملكة العربية السعودية على خفض معدل وفيات حوادث المرور بنسبة 7% سنويًا بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030".

References