تقنية النانو تمنع الولادة المُبتسَرة لدى الفئران

تركيبةٌ علاجية تُساعد على اجتياز الحواجز المخاطية لتوصيل الدواء المُستهدف

Hannah Zierden

ابتكر العلماء استراتيجيةً جديدة في مجال طب النانو تهدف إلى توصيل الأدوية لمجرى الجهاز التناسلي الأنثوي، يُحتمل أن تُساعد على وقاية النساء من الدخول في مخاضٍ مبكرٍ.

في كل عامٍ، يُولد طفلٌ واحدٌ بين كل 10 أطفال تقريبًا حول العالم قبل 37 أسبوعًا من اكتمال مدة الحمل، ما ينجم عنه حدوث أكثر من مليون حالة وفاة نتيجة المضاعفات الناتجة عن الولادة المُبتسَرة. وأحيانًا ما يُستخدم هرمون البروجسترون الستيرويدي لمنع الولادة المبكرة لدى النساء المُعرَّضات للخطر، ولكن التركيبات العلاجية الحالية غالبًا ما تكون محدودة التأثير، لأنها تفشل في توصيل الهرمون إلى أنسجة عنق الرحم وأنسجة الرحم الأخرى المستهدفة. 

وقد صمَّم فريقٌ من جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة نظامَ مُعلَّقٍ نانويٍ يُمَكِّن جرعات الأدوية التي تُعطَى عبر المهبل من اجتياز الحاجز المخاطي الموجود في مجرى الجهاز التناسلي الأنثوي والوصول إلى أنسجة الرحم حيث يمكنها منع حدوث المخاض.

يتضمن النظامُ طحن الأدوية إلى بلوراتٍ متناهية الصغر يتراوح قطرها من نحو 200 إلى 300 نانومتر، أي أصغر من حجم البكتيريا المعتاد. ويُضاف بعد ذلك عاملُ تثبيتٍ لمنع الجسيمات النانوية من الالتصاق بالمخاط المهبلي الواقي، والذي عادةً ما يحتجز الجسيمات الغريبة مثل الميكروبات -والأدوية أيضًا- ويمنع دخولها الجسمَ.

اختبر الباحثون هذا النظام على الفئران التي  تم تحفيزها في المختبر  لإحداث التهاب الرحم، وهو حالةٌ مرضية خطيرة لا يمكن التنبؤ بها وتؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى الولادة المُبتسَرة لدى البشر، وينتج عنها قُرابة أربعة ملايين حالة ولادة مُبتسَرة حول العالم سنويًا. وركّز الباحثون على إعطاء نوعين من الأدوية عن طريق المهبل، أولهما مُثبِّطات إنزيمات هيستون نازع الأسيتيل (HDAC)، والتي أوضحوا أنها يمكن أن تُساعد على تثبيط انقباضية جدار الرحم في التجارب التي أُجريت على الخلايا البشرية، وثانيهما البروجسترون الذي يُعْرَف بتأثيراته المضادة للالتهابات.

وجد الباحثون أن الفئران التي عُولجت بنُظم المُعلَّقات النانوية المُخترِقة للمخاط  لمثبطات إنزيمات هيستون نازع الأسيتيل -سواءً استُخدم البروجسترون إلى جانب ذلك أو لم يُستخدم-  أظهرت معدلات أفضل للولادات مكتملة الحمل، إذ أنجبت أعدادًا كبيرة من الفئران السليمة والطبيعية. وعلى الجانب الآخر، دخلت الفئران التي حُقِنت بالعقاقير في تجاويف أجسامها مخاضًا مُبكرًا -على غرار الفئران التي لم تخضع للمعالجة- كما لم تُكتب النجاة للذرية التي أنجبتها.

تقول لورا إنساين من جامعة جون هوبكنز، والتي أشرفت على البحث: "الولادة مرحلة بالغة الأهمية. وفي بعض الأحيان، يتعين علينا أن نُفكِّر خارج الإطار التقليدي للعلاج بالحبوب والحقن، لتطويرعلاجاتٍ  فعالة".

استخدمت إنساين وزملاؤها، في دراساتٍ أخرى على الفئران، نظام المُعلَّق النانوي لتعزيز عملية توصيل الأدوية في الأمعاء والقصبة الهوائية والأسطح المخاطية الأخرى. وقد أجازت شركة "كالا فارماسيوتيكالز" Kala Pharmaceuticals -شارك في تأسيسها جاستين هينز، مُرشد إنساين ومعاونها المقرب- هذه التقنية، كما طوَّرت علاجين موضعيين للعين، أحدهما لعلاج جفاف العين والآخر لعلاج التهاب العين وألمها بعد الجراحة.

تقول إنساين: "هناك كثير من الأمراض التي تُؤثر في الأسطح المخاطية والتي قد يُفيد في علاجها تقنية توصيل الدواء التي تتسم بامتداد مفعولها وقدرتها على الوصول إلى الموضع المراد علاجه"، ولحسن الحظ، تجعل تقنيتها الجديدة هذا الأمر ممكنًا الآن.

References

  1. Zierden, H.C. et al. Enhanced drug delivery to the reproductive tract using nanomedicine reveals therapeutic options for prevention of preterm birth. Science Translational Medicine 13, eabc6245 (2021).

     | article

أقرأ أيضا

غلافٌ واقٍ لحماية الجسيمات النانوية

جسيمات نانوية مغلفة ببروتين يرسل إشارة "لا تلتهمني"، يمكنها الإفلات من الجهاز المناعي بالجسم، ما يحسِّن فرص توصيل الدواء بنجاح.

تحسين نُظُم علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد لدى الأطفال

كشفت دراسة متعددة الجنسيات أن الجمع ما بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي قبل زراعة الخلايا الجذعية المكوّنة  للدم ، يُحسّن فرص نجاة الأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، مقارنةً بالعلاج الكيميائي متعدد العوامل وحده.

ترجمة استبيانٍ لقياس رضاء المرضى عن مضادات التجلط إلى العربية

يمكن وضع تقييم شامل لجودة حياة المرضى العرب الذين يُعالَجون فتراتٍ طويلة بالعقاقير المضادة لتجلّط الدم، من خلال هذه النسخة المترجَمة من مقياسٍ دولي لمدى رضاء المرضى.