12 أغسطس 2021
إذا جمعنا بين المضاد الحيوي المعروف باسم «أزيثرومايسين» azithromycin وعقار لطرد البلغم يُسمَّى «إن-أسيتيل سِّيسْتين» N-acetylcysteine معًا في فقاعات دهنية، فقد نتوصَّل إلى علاج جديد للعدوى البكتيرية المقاومة للعقاقير. تشير التجارب التي أجراها باحثون في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية إلى أن هذه التركيبة تملك إمكانية تحسين قدرة أزيثرومايسين على تثبيط بكتيريا الإشريكية القولونية المقاومة للمضادات الحيوية والقضاء عليها.
يمكن للسلالات الضارة من الإشريكية القولونية، وهي بكتيريا سالبة الجرام تُوجد في الجزء السفلي من الأمعاء للكائنات ذوات الدم الحار وفي البراز، أن تكون سببًا في الإصابة بالتهابات المسالك البولية والأمراض التنفسية والإسهال المميت. ويشهد العالم حاليا تزايدًا مطردًا في أعداد السلالات المقاومة للمضادات الحيوية. في هذا السياق، يقول علاء الدين ياسين، الذي قاد الدراسة: "تمثِّل البكتيريا المقاومة للعقاقير مشكلة كبيرة تهدد حياة كثيرين. لذا يحتاج الأطباء السريريون إلى مزيد من خيارات العلاج."
أظهرت أبحاث سابقة أنه يمكن دمج عقار «إن-أسيتيل سِّيسْتين» مع المضادات الحيوية لمنع تكوين الأغشية الحيوية الميكروبية المقاومة للعلاج على أسطح مثل الغرسات السنية والقساطر. ومن المعروف أيضًا أن النشاط المضاد للبكتيريا لأزيثرومايسين والمضادات الحيوية الأخرى يمكن أن يزداد عند وضع تلك المضادات الحيوية داخل أنظمة توصيل العقاقير القائمة على الدهون المُسماة بالجسيمات الشحمية.
اختبر الباحثون أزيثرومايسين في ثلاث تركيبات أولها وهو بمفرده، ثم داخل جسيم شحمي، وأخيرًا عند دمجه مع عقار «إن-أسيتيل سِّيسْتين» داخل جسيم شحمي. وأجرى الباحثون تقييمًا لهذه التركيبات الثلاث في مواجهة سلالة من الإشريكية القولونية تتميز بقدر من المقاومة للمضادات الحيوية وسلالة أخرى مقاومة للعقاقير المتعددة.
كان أدنى مستويات التركيز اللازمة لمنع نمو السلالة المقاومة للمضادات الحيوية وقتلها أقل بإحدى وعشرين مرة في حالة التركيبة الموضوعة داخل الجسيم الشحمي مقارنة باستخدام أزيثرومايسين بمفرده. وبالمثل، كانت تلك التركيبات فعالة ضد السلالة المقاومة للعقاقير المتعددة عند مستوى تركيز يبلغ خُمس التركيز اللازم لأزيثرومايسين.
أدَّى دمج عقار «إن-أسيتيل سِّيسْتين» إلى انخفاض بنسبة 17% في أدنى مستويات التركيز اللازمة لمنع نمو السلالة المقاومة للعقاقير المتعدِّدة والقضاء عليها، لكن لم يكن له أي فائدة ضد السلالة المقاومة للمضادات الحيوية.
أجرى الباحثون بعد ذلك اختبارًا لأدنى مستويات التركيز، اللازمة لمنع نمو الأغشية الحيوية للبكتيريا، من أزيثرومايسين بمفرده، ومن التركيبة الموضوعة داخل الجسيم الشحمي، وكذلك من التركيبة المُدمجة مع عقار «إن-أسيتيل سِّيسْتين» داخل الجسيم الشحمي. لم تكن فاعلية أزيثرومايسين في مواجهة السلالة المقاومة للعقاقير المتعددة وهو ضمن التركيبتين -سواء تلك الموضوعة داخل الجسيم الشحمي وتلك المُدمَجة مع عقار «إن-أسيتيل سِّيسْتين» داخل الجسيم الشحمي- أكبر مما لو كان بمفرده. ورغم ذلك، كانت التركيبتان المذكورتان أفضل من ناحية تقليل تكوين الأغشية الحيوية بواسطة السلالة المقاومة للمضادات الحيوية.
يضيف د. ياسين أنه يتوقع أن تُثبِت التركيبة الموضوعة داخل الجسيم الشحمي وتلك المُدمَجة مع عقار «إن-أسيتيل سِّيسْتين» داخل الجسيم الشحمي فاعليتهما في مواجهة الأنواع الأخرى من البكتيريا المقاومة للعقاقير، وليس فقط الإشريكية القولونية. وعلى الرغم من أن التركيبتين المذكورتين تميَّزتا بالاستقرار عند درجات الحرارة الحيوية، فعند إجراء مزيد من التجارب والاختبارات لوحظ أنهما كانتا غير مستقرتين عند تعرضهما للبلغم وبلازما الدم. يعتقد الباحثون أنه يمكن التغلب على هذه المشكلة عن طريق تغيير محتوى الدهون في الجسيمات الشحمية.
تخطط المجموعة البحثية لتغيير التركيبة في محاولة لزيادة نشاطها المضاد للبكتيريا، ويأمل أفرادها أيضًا في اختبارها على الحيوانات وإدراجها في نهاية المطاف ضمن التجارب السريرية.
References
- Aljihani, S.A. et al. Enhancing azithromycin antibacterial activity by encapsulation in liposomes/liposomal-N-acetylcysteine formulations against resistant clinical strains of Escherichia coli. Saudi Journal of Biological Sciences 27, 3065-3071 (2020). | article