وليفة علاجية تزيد معدلات النجاة من سرطان الكُلَى

تُظهر تجربة سريرية عالمية من المرحلة الثالثة فاعلية توليفة علاجية جديدة للمراحل المتقدمة من سرطان الكُلَى.

قراءة

Sebastian Kaulitzki / Alamy Stock Photo

يُعتَبر سرطان الكُلَى في مراحله المتقدمة مرضًا عصيًّا على العلاج، فضلًا عن أن عدداً كبيراً من المرضى ينتكسون بعد أن تتكون لديهم مقاومة ضد العلاجات المستخدمة. ومؤخرًا، أظهرت تجربة سريرية عالمية من المرحلة الثالثة بقيادة روبرت موتزر في «مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان» بولاية نيويورك الأمريكية، نتائج مُبشِّرة للعلاجات التي تجمع بين عامل مضاد لتولّد الأوعية الدموية يسمى «لينفاتينيب» lenvatinib مع أحد العقارين، «بيمبروليزوماب» pembrolizumab (وهو مثبط نقطة تفتيش مناعية)، أو«إيفيروليموس» everolimus (وهو مثبط مناعي).

يقول موتزر: "يعتبر سرطان الكُلَى ورمًا خبيثًا مميتًا في مراحله المتقدمة. وقد أظهرت إحدى التجارب من المرحلة الثانية أُجريت مؤخرًا على عقار لينفاتينيب المقترن ببيمبروليزوماب نتائج استثنائية، ما أوحى لنا بإجراء هذه التجربة."

فحص الباحثون معدَّلات البقاء على قيد الحياة دون تطور المرض في مجموعة أترابية من المرضى من عدّة دول حول العالم. وقد واجهوا تحدّيات كبيرة لإجراء هذه التجربة، ليس فقط فيما يتعلّق بتنسيقها عبر 200 موقع في 20 دولة، وتلبية المتطلبات التنظيمية المختلفة، ولكن أيضًا بسبب العمل في ظل أجواء جائحة «كوفيد-19».

قارن الفريق فاعلية عقار لينفاتينيب عند اقترانه بعقار بيمبروليزوماب أو بعقار إيفيروليموس مقابل فاعلية العقار الأساسي الأكثر شيوعًا في معالجة المرض، وهو عقار سونيتينيب sunitinib. وزع الباحثون 1069 مريضًا عشوائيًا بين الخيارات الدوائية الثلاثة في الفترة بين عامي 2016 و2019، ثم راقبوا معدلات البقاء على قيد الحياة وكذلك الآثار الجانبية الضارة. تفوَّقت توليفة لينفاتينيب مع بيمبروليزوماب على نحو ملحوظ على الخيارين العلاجيين الآخرين، إذ ظلَّ 79.2% من المرضى في تلك المجموعة على قيد الحياة لمدة عامين، بزيادة قدرها 10% تقريبًا في معدلات البقاء على قيد الحياة، مقارنةً بأولئك الذين تناولوا عقار سونيتينيب وحده.

يقول موتزر: "لم نتوقع الفاعلية التي أظهرتها توليفة عقاري لينفاتينيب مع بيمبروليزوماب ما أدخل السرور على قلوبنا، إذ تمخضت عن أطول فترة بقاء على قيد الحياة دون تطوّر للمرض شهدتها حتى الآن أية  تجربة سريرية من المرحلة الثالثة لسرطان الكُلَى". ويضيف: "أظهرتْ توليفة لينفاتينيب مع إيفيروليموس بعض النتائج الإيجابية أيضًا، ولكن ليس بالدرجة نفسها".

وقد ظهرت أيضًا لدى جميع المرضى تقريبًا بعض الآثار الجانبية بغضّ النظر عن العقاقير التي تناولوها، على أن الأثرين الأكثر شيوعًا كانا الإسهال وارتفاع ضغط الدم. ولجأ الفريق إلى طُرق مُعتمدة للحدّ من السمية، مثل وقف جرعات العلاج أو تقليلها مع مرور الوقت، مما أدى إلى تقليل الآثار الضارة، وسمح للمرضى بمواصلة العلاج.

ومنذ ذلك الحين، بدأ الفريق مرحلة تجربة جديدة من المرحلة الثالثة لمقارنة توليفة لينفاتينيب مع بيمبروليزوماب بعلاجات أخرى محتملة.

يقول موتزر: "سوف نفحص الأورام في المجموعة الأترابية لتحديد آلية الاستجابة". وأردف: "وستساعدنا عملية متابعة المرضى لفترات أطول على كشف الحقائق المحيطة بفرص البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، ومدى دوام الاستجابة. كما أن التكلفة قضية ذات أهمية كبيرة في عديد من جوانب علم الأورام، ويجب دراستها بعناية، لا سيّما بالنظر إلى الفاعلية الاستثنائية لهذا النظام العلاجي المزجي".

References

  1. Motzer, R. et al. Lenvatinib plus Pembrolizumab or Everolimus for advanced renal cell carcinoma. The New England Journal of Medicine 384 (14) (2021)  | article

أقرأ أيضا

وصفة طبية شخصية لعلاج السرطان

تقدم تقنية "العضو المصغر" نظرةً عميقة للأساس الجزيئي لسرطان الأمعاء، وتعطي أملًا في التوصل إلى علاج أكثر فاعلية.

الحد من الوفيات الناجمة عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس»

فريق من الأطباء السريريين يختبرون نظامًا علاجيًا مُركَّبًا من عدة عقاقير نجح في تقليل عدد الوفيات الناجمة عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس» MERS بمقدار الثلث.

الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.