18 أغسطس 2016
استنادًا إلى بحث أُجري مؤخرًا، لا يتناقص الخطر المتزايد للإصابة بسرطان الكبد المرافق لعدوى التهاب الكبد ’ب‘ المزمن، حتى وإن اختفى الفيروس من مجرى الدم. تُظهر الدراسة، التي حسّنت محاولات سابقة لتقييم الخطر، أن المراقبة المستمرة لسرطان الكبد لها ما يسوِّغها لدى جميع المصابين بالتهاب الكبد ’ب‘ المزمن.
تصيب العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد ’ب‘ 248 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وتزيد من إمكانية الإصابة بسرطان الكبد. ولا يمكن التخلص نهائيًّا من العدوى المزمنة؛ لأن الحمض النووي لفيروس التهاب الكبد ’ب‘ يندمج في الجينوم البشري. ومع ذلك، ففي بعض المرضى، يختفي الفيروس النشط من الدم، وهو ما تُعتبر نتيجة الكشف عنه سلبية بالنسبة للمستضد السطحي لالتهاب الكبد ’ب‘ (HBsAg).
ومنذ وقت طويل لم يكن واضحًا ما إذا كانت المخاطر اللاحقة للإصابة بسرطان الكبد ستقلّ فيما لو اختفى الفيروس من الدم، ولا تتوافر إرشادات من أجل مراقبة هؤلاء المرضى. من ثَم سعى برابو جاوندر -من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة- وزملاؤه لتقديم بعض الوضوح.
عمد جاوندر والعاملون معه إلى تحليل بيانات مجموعة من سكان ألاسكا الأصليين، ممن توبعت حالاتهم أولًا في ثمانينيات القرن العشرين في سياق حملة تطعيم التهاب الكبد الفيروسي ب على مستوى الولاية. ثم وُضع المصابون بالعدوى المزمنة - بغض النظر عن وجود الفيروس في دمائهم أو غيابه- تحت المراقبة في مرحلة لاحقة للكشف عن سرطان الكبد على مدى 30 عامًا.
صمم جاوندر وفريقه دراسة لمنحهم أفضلية عن الأبحاث السابقة في هذا المجال.
يوضح جاوندر: "تضمنت الدراسات السابقة الوقت الذي كان الأفراد فيه إيجابيين للمستضد السطحي لالتهاب الكبد ’ب‘ ، عند تقييم مخاطر الإصابة بسرطان الكبد. لقد افترضنا أن هذا ربما سيخفف [احتمالية] وجود تأثير وقائي لفقدان المستضد. وفي دراستنا، عزلنا الفترة الزمنية التالية لفقد المستضد وقارنَّاها مع الفترة الزمنية المكافئة لها بين الأفراد الذين لم يفقدوا المستضد".
أظهرت نتائج التحليل أن غياب الفيروس النشط من الدم لم يقلل احتمالية الإصابة بسرطان الكبد لاحقًا. والنتيجة -يقول جاوندر- تتَّسق مع فهم أن العوامل المبكرة في عدوى التهاب الكبد ’ب‘ -مثل كمية الفيروس في الدم، ومدى التهاب الكبد- أثرت على احتمالية الإصابة.
يقول جاوندر: "إن النقطة الأساسية هي أن الأفراد المصابين بعدوى الفيروس ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بسرطان الكبد طوال فترة حياتهم، حتى بعد تراجُع العدوى المزمنة". ويحذر جاوندر من أن النتائج بحاجة إلى تأكيد في مجموعات سكانية أكبر، لكنه يقترح في الوقت نفسه وضع توجيهات أوضح تستند إلى الأدلة الجديدة: "أي شخص أصيب بعدوى مزمنة حالية أو سابقة بالفيروس يجب مراقبتها عن كثب؛ تحسُّبًا لسرطان الكبد"
References
- Gounder, P. P., Bulkow, L. R., Snowball, M., Negus, S., Spradling, P. R. et al. Nested case–control study: Hepatocellular carcinoma risk after hepatitis B surface antigen seroclearance. Alimentary Pharmacology and Therapeutics. (2016).| article