تقنية تعديل الجينات تُحدِث استجابة مناعية أقوى

تغيير المفتاح الذي يحرض إنتاج بروتين اللقاح يحفز استجابة مناعية أقوى ضد الملاريا والإنفلونزا لدى الفئران.

قراءة

©Jankurnelius/ Alamy Stock Photo

من الممكن إعداد اللقاحات التجريبية للوقاية من الملاريا والإنفلونزا وسواهما من الأمراض المعدية بحيث تكون أكثر فاعلية، إذا لجأ مطوروها إلى تعديل جيني صغير.

وجد فريق بحثي بقيادة نايف الحربي  من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية التابع للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني أنه باستخدام "محفّز" مختلف، عبارة عن تسلسل في الحمض النووي يسبب تكاثر المادة الوراثية والتعبير عنها، يمكنهم تحفيز تجاوب مناعي أقوى في نماذج الفئران.

قام الفريق بهندسة فيروس الوَقْس المعدّل أنقرة (MVA)، وهو نوع مُوهَن من فيروسة الجدري المعروفة بأمانها في البشر، لكي تحمل المادة الوراثية من عوامل مُعْدِية متنوعة –ومن ضمنها فيروس العوز المناعي البشري، والسل، ومؤخرًا فيروس الإيبولا- إلى الخلايا المضيفة ، في محاولة لإطلاق الاستجابة المناعية ضد هذه العوامل المُمْرِضة.

يعمل فيروس الوَقْس المعدّل أنقرة بشكل جيد بما يكفي كناقل للقاح، ولكن الحربي وزملاءه في معهد جينر التابع لجامعة أكسفورد أرادوا تحسين أدائه للأفضل. لذا دمجوا محفزات مختلفة  توجد بشكل طبيعي  داخل الفيروس MVA، لمعرفة ما إذا كانت ستحفز انطلاق استجابة مناعية أقوى أم لا.

في الفئران، وجد الباحثون أن مُحَفّزَيْن اثنين، يُعرفان باسم F11 وB8، حسّنا التعبير عن المادة الوراثية الغريبة في الخلايا المضيفة مقارنة بالمحفّزات التقليدية المستخدمة في اللقاحات المتوفرة. وقد أطلق هذا استجابة مناعية قوية. كان F11 وB8 أكثر نشاطًا في المراحل المبكرة من دورة حياة الفيروس MVA، مما أدى إلى عوائد إنتاج أعلى بشكل عام.

واختبر الباحثون المحفّز F11 كعنصر معزّز يسبب تعبيرًا أقوى من بروتينات اللقاح في اثنين من الميكروبات: الملاريا والإنفلونزا. بعد أسبوعين من تطعيم الفئران بالفيروسات التي تحتوي على F11، لاحظوا معدلات مرتفعة من الخلايا التائية المكافحة للعدوى متجهة ضد هذه الجراثيم، مقارنة بالفئران المحصنة بناقلات قياسية سبق اختبارها في تجارب سريرية على البشر.

يقول الحربي: "تُظهر النتائج أن المحفّز F11 أحدث استجابات مناعية أعلى بكثير لدى الفئران". "[عما قريب]، ستُختبَر لقاحات الملاريا والإنفلونزا المحسَّنة [المزودة بالمحفّز F11] على البشر من قِبل علماء معهد جينر [في المملكة المتحدة]".

وفي الآونة الأخيرة، طوّر الحربي وزميلته من معهد جينر، سارة جيلبرت، سلسلة من اللقاحات –يعتمد أحدها على فيروس MVA ويتضمن محفّز F11 - ضد فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، وهو مرض فيروسي مميت أحيانًا، ينتشر عن طريق الإبل، ظهر للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية في عام 2012.

يقول الحربي: "لقد اخْتُبِرت هذه اللقاحات في الفئران، وستُخْتَبر على الإبل والبشر".

References

  1. Alharbi, N. K., Spencer, A. J., Salman, A. M., Tully, C. M., Chinnakannan, S. K., Lambe, T., Yamaguchi, Y., Morris, S. J., Orubu, T., Draper, S. J., Hill, A. V. & Gilbert, S. C. Enhancing cellular immunogenicity of MVA-vectored vaccines by utilizing the F11L endogenous promoter.. Vaccine 34, 49–55 (2016). | article

أقرأ أيضا

التشبُّث بالحقائق في زمن الجائحة

في خضم هذا السيل الهائل من الأخبار والنصائح والعلوم الزائفة التي تنهال علينا بوصفها حقائق، حان الوقت لكشف زيف بعض المعلومات المتعلقة بجائحة «كوفيد-19».

المملكة العربية السعودية تسبر أغوار جراثيمها الخارقة

أول دراسة تختبر مقاومة المضادات الحيوية، وعوامل الضراوة، والتنوع الجيني للسلالات المقاومة للعقاقير المتعددة في المملكة العربية السعودية.

فيروس «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» لا يتأثر بهجمات المضادات الحيوية

دراسة تبيّن أن المضادات الحيوية الماكروليدية لا تستطيع مكافحة فيروس كورونا المسبب لـ«متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» بفاعلية.