طريق أكثر أمانًا للشفاء

تشير المعطيات السريرية إلى أنّ الكثير من المرضى اليافعين المصابين باللمفومة الهودجكينية قادرون على تحقيق شفاء كامل باستخدام علاج أقل سُمِّيّة.

قراءة

©Rebecca Cole/ Alamy Stock Photo

إن المرضى المصابين بسرطان اللمفومة الهودجكينية ذات الاختطار المنخفض لديهم احتمالات جيدة لقهر السرطان، لكنّ بعض الأنظمة العلاجية قد تسبب لهم سُميّة مفرطة. مؤخرًا خلص فريق بحثي في السعودية -بعد البحث عن كثب، في معطيات سريرية خاصة بنتائج العلاج- إلى أنّه قد يكون من الممكن تقليل خطر السُّمِّيَّة مع استمرار المحافظة على نسبة شفاء عالية.

اللمفومة الهودجكينية نوع من أنواع السرطان، يؤثر على خلايا الدم البيضاء الموجودة بشكل خاص لدى الشباب الراشدين. وتشير معطيات مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إلى أنّه يجري تشخيص نحو 66 ألفًا من المرضى بهذا النوع من السرطان حول العالم كل سنة. يتلقى الكثير من المرضى في مراحل التشخيص المبكرة مزيجًا من العلاج الكيميائي والإشعاعي. وتبقى الحاجة للعلاج الإشعاعي محل جدل واسع بين الأطباء المعالجين؛ لوجود مخاطر كبيرة تشمل حدوث مضاعفات بعد سنوات من العلاج. ويعود ذلك الجدل، تحديدًا، إلى أنّ الكثير من المرضى ما زالوا يافعين، وتنتظرهم حياة كاملة.

بحث كل من علي القريقري-من مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي- ومحمد عيسى-من مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال، التابع للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني-عن سبل لتوضيح ما إذا كان الأطباء قادرين على استخدام علاجات أقل ضراوة لدى هذه الفئة من المرضى (اليافعين) دون تنازل عن احتمالات الشفاء التام. أقدم الباحثان على تحليل تجارب سريرية منشورة، تلقى فيها المرضى اليافعون عدة دورات علاجية مكونة من العلاج الكيميائي، إما مع علاج إشعاعي أو بدونه. يقول عيسى: "ثمة الكثير من أنظمة العلاج التي تناسب هؤلاء المرضى حول العالم".  ويضيف: "في النهاية، النتيجة تقريبًا متشابهة، لكن مع صور مختلفة من حيث الأمان لكل نظام علاجي ومضاعفات مختلفة".

بيّن التحليل أن تراكيب معينة من العلاج الكيميائي المصحوبة بتأثيرات جانبية طفيفة نسبيًّا، كانت كافية وحدها للقضاء تمامًا على اللمفومة الهودجكينية. وبالإمكان تحسين النتائج أكثر باستخدام نتائج التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) لتحديد إن كانت هناك أي بقايا للسرطان قد تتطلب المزيد من العلاج بالإشعاع. وفي تجربة سريرية رئيسية، بيّن هذا النهج أنّ 75% من المرضى لن يحتاجوا إلى العلاج الإشعاعي.

يشير عيسى إلى أنّ العديد من الخبراء في هذا المجال يتجنبون بالفعل وصف العلاج الإشعاعي لمرضاهم من اليافعين كلما أمكن ذلك، وأنّ هناك عددًا من التجارب السريرية قيد التنفيذ حاليًّا تهدف إلى توفير دعم أكثر حزمًا لإثبات هذا النهج. يقول عيسى: "سيقلل تجنُّب استخدام العلاج الإشعاعي ظهور آثار جانبية معينة طويلة الأمد، مثل نشوء الأورام الثانوية، والإصابة بأمراض القلب في وقت مبكر".

من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ هناك عددًا من الخيارات العلاجية الفعّالة أيضًا، والمتاحة للاستخدام في حالة عودة ظهور السرطان، وبالإمكان تطبيق بعضها لتعزيز نجاعة العلاج الكيميائي. يقول عيسى: "التقدّم في مجال طب الأورام سريع للغاية". ويستطرد: "العلاجات المستهدفة -مثل دواء برينتوكسيماب، الذي يعد عاملًا مهمًّا لعلاج ما بعد انتكاسة المرض- يجري حاليًّا اختبارها كخط أول للعلاج". "بوجود المزيد من الخيارات العلاجية المتوفرة حاليًّا، قد لا يمر وقت طويل حتى يصبح العلاج الإِشعاعي الملجأ الأخير لعلاج مرضى اللمفومة الهودجكينية في مراحلها المبكرة أو المتوسطة.

References

  1. Algiraigri, A.H. & Essa, M.F. Management of Adolescent Low-Risk Classical Hodgkin Lymphoma: Which Chemotherapy Backbone Gives the Best Chance of Omitting Radiotherapy Safely. J Adolesc Young Adult Oncol.  (2016).| article

أقرأ أيضا

احتشاد الجسيمات الدقيقة لتسديد ضربة قوية للأورام السرطانية

باحثون سعوديون يبتكرون جسيمات دقيقة من أكسيد الحديد لديها القدرة على نقل عقاقير متعددة إلى قلب الورم وصولًا إلى أعماقه.

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.

تعزيز المناعة عن طريق الخلايا الجذعية قد يساعد على قمع السرطان

يُمكن أن يُساعد تحفيز الخلايا المناعية باستخدام الخلايا الجذعية المشيمية على تعزيز نشاط الجسم الطبيعي المُقاوِم للسرطان