تزداد أرجحية الإصابة بتطورات خطيرة في القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، إذا كان المريض يعاني مرض انسداد الشريان التاجي. تحدث أمراض الشرايين التاجية عندما تتصلب الشرايين التي تزود القلب بالدم فتنسد جزئيًّا بتراكمات دهنية تُسمى لُويحات. تسوء الحالة تدريجيًّا لتَحُول دون حصول عضلة القلب على الدم اللازم لأداء مهامها بفاعلية، ما قد يؤدي إلى شعور المريض بألم حاد في الصدر، وتكوُّن الجلطات الدموية، فتحدث الإصابة بالنوبة القلبية وأحيانًا الموت المفاجئ.

وفي دراسة حديثة أجراها فريق بحثي يضم معاذ الملاح، مدير برنامج أبحاث أمراض القلب والأوعية الدموية في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، أكد الفريق أنه ليس لجنس المريض تأثير على مستوى خطر الإصابة بمشكلات بارزة في القلب والأوعية الدموية، إذا كان يعاني مرض انسداد الشريان التاجي.

يقول الملاح: "عادة ما تظهر لدى النساء أعراض مُنبئة أكثر بالإصابة بمرض الشرايين التاجية، تتضمن ألم الصدر والشعور بثقل فيه أو ضيق في التنفس، ولكن يبدو أنّ نسبة حدوث المرض لدى النساء أقل مقارنة بالرجال". ويضيف الملاح: "لم نكن نعلم ما إذا كان للنوع دور في العلاقة بين انسداد الشريان التاجي والنتائج السريرية، ولذا عندما أُنشئ السجل الدولي متعدد المراكز CONFIRM [تقييم التصوير المقطعي المحوسب للشرايين التاجية للنتائج السريرية] ارتأينا توضيح هذه المسألة".

في الدراسة الأولى طويلة الأمد، والتي هدفت إلى بحث علاقة الجوانب الخاصة بالنوع لدى مرضى الشرايين التاجية، اتبع فريق البحث التقدُّم المحرز في حالة 5.632 مشتركًا ومشتركة من المصابين بالمرض من سجل CONFIRM خلال مدة خمس سنوات. جرى فيها تصوير المرضى بانتظام لتحديد مدى حدة المرض لديهم بالتصوير المقطعي المحوسب للأوعية الدموية، وهو تصوير للشرايين الرئيسية المغذية للقلب. صُنِّف المرضى الذين تبيَّن أن لديهم تضيُّقًا بنسبة 50% أو أكثر في الأوعية التاجية للقلب، على أنّهم يعانون مرض انسداد الشريان التاجي.

يقول الملاح: "وجدنا أنّ أرجحية إصابة الرجال بالمرض أكثر من النساء". ويضيف: "لكن، لم يظهر أي دليل أنّ لجنس المريض دوراً في زيادة احتمالات الإصابة بمشكلات حادة في القلب والأوعية الدموية إذا كان مصاباً بمرض انسداد الشرايين التاجية. سيان، لدى الرجال والنساء، كلما زادت حدة المرض، كان خطر الإصابة بنوبة قلبية حادة أكبر".

يرى الباحثون أنّه لا بد من تحسين الأساليب المتبعة حاليَاً في قياس حدة مرض الشرايين التاجية في الجسم. كما أشاروا أيضاً إلى الحاجة لعمل المزيد من التقصي لتحديد ما إذا كان ثمة فروق بين الجنسين في مواصفات اللويحات، من شأنها التأثير على النتائج السريرية. 

References