خلايا صحية من أجل حمل صحّي

تفعيل جين دفاعي قد يقلل الإضرار بالخلايا المسبِّبة لتسمُّم الحمل.

CATCHLIGHT VISUAL SERVICES / ALAMY STOCK PHOTO 

تتناقص قدرة الخلايا الجذعية الرئيسة على الاستجابة للإجهاد التأكسدي، المتمثل في تراكُم المنتجات الثانوية لاستقلاب الأكسجين، فيحالات تسمم الحمل(Preeclampsia).هذه النتيجة يمكن أن تؤدي إلى تطوير علاجات جديدة للأمراض المرتبطة بالإجهاد التأكسدي، مثل مرض ألزهايمروتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم. تسمم الحمل (أو مقدمة الارتعاج)هو أحد مضاعفات الحمل،ويمكنه أن يتسبب بارتفاع ضغط الدموإحداث خلل وظيفي في الكبد والكليتين. ويُعتقد أنه يصيب 5 إلى 10٪ من جميع حالات الحمل، وقد يكون مهددًا للحياة إذا تُرك من دون علاج. استعاد باحثون في أستراليا والمملكة العربية السعودية الخلايا الجذعية الوسيطة (MSCs)من الجزء الأمومي للمشيمة من نساء مصابات بتسمم الحمل ومن نساء يتمتعن بحمل صحي. والخلايا الجذعية الوسيطة هي خلايا جذعية بالغة يمكنها التمايزإلى خلايا توجد في الأنسجة الهيكلية. ووجدوا أنالخلايا الجذعية الوسيطةالمستعادة من النساء المصابات بمقدمة الارتعاج أظهرت محدودية في التعبير عن الجين ALDH.

فعادةً ما تعبر الخلايا الجذعية الوسيطة عن الجين ALDHبمعدلات مرتفعة، وهو الجين المسؤول عن ترميز إنزيم نازعة هيدروجين الألدهيد(Aldehyde dehydrogenase enzyme)، الذي يحمي الخلايا من الإجهاد التأكسدي.وقد استُخدمت الخلايا الجذعية الوسيطة بنجاح للحد من الإجهاد التأكسدي في العديد من الأمراض. واشتبه الباحثون في أن عيوب الخلايا الجذعية المستعادة من المريضات المصابات بمقدمة الارتعاج قد تنجم عن زيادة الضرر التأكسدي، مما يتسبب في موت الخلايا أو إنقاص قدرتها على دعم العضلة المجاورة والخلايا البطانية. لاختبار ذلك، عمل الفريق على تعطيل ALDHفي مزارع الخلايا الجذعية السليمة، ثم تحدوا الخلايا بواسطة بيروكسيد الهيدروجين، الذي يسبب الإجهاد التأكسدي.وكانت الخلايا المهندَسة أكثر حساسية لبيروكسيد الهيدروجين من تلك الطبيعية، مما يؤكد أهمية نازعة ألدهيد في حماية الخلايا الجذعية.قد تثبت الخلايا الجذعية المهندسة أنها نموذج فعال لدراسة هذه الحالات وتطوير علاجات جديدة.

ويمثل تحفيز ALDHفي الخلايا المعيبة أحد الأساليبفي ذلك. فقد عمد الفريق إلى تقييم ثلاثة من مفعِّلات ALDH المعروفة. ووجدوا أن اثنين منها أديا إلى زيادة التعبير عن نازعة هيدروجين الألدهيد في الخلايا الجذعية المستعادة من النساء المصابات بمقدمة الارتعاج، مما حدّ من الأضرار الناجمة عن بيروكسيد الهيدروجين. "لقد كانت لحظة مثيرة؛ لأنها أعطتنا الأمل في أن العلاج الذي يستهدف هذا المسار قد يكون علاجًا قابلًا للتطبيق"، وفق قول محمد أبومرعي، من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، الذي شارك في الدراسة. ويقول أبومرعي: "إن استعادة مقاومة الإجهاد التأكسدي قد تقلل من الأعراض لدىالأمهات المصابات بمقدمة الارتعاج، مما يتيح استمرار الحمل ويقلل من الحاجة إلى الولادة المبكرة"، مضيفًا أن "البحث عن استراتيجيات جديدة للحد من الإجهاد التأكسدي قد يكون فعالًا في الوقاية من تصلب الشرايين،وبالتالي من أمراض القلب والأوعية الدموية".

References

  1. Kusuma, G. D., Abumaree, M. H., Perkins, A. V., Brennecke, S. P., &Kalionis, B.Reduced aldehyde dehydrogenase expression in preeclampticdecidualmesenchymal stem/stromal cells is restored by aldehyde dehydrogenase agonists. Scientific Reports7, 42397 (2017).  | article

أقرأ أيضا

كبح جماح الاستعمال المفرط لمضادات الميكروبات

رصد باحثون بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية خمس وحدات للعناية المركزة للبالغين، على مدار 33 شهرًا...

إجراء بديل لجراحة الصمام الأبهري يسفر عن نتائج مشجعة

بديل طفيف التوغل لجراحة القلب قد يقدّم نتائج أفضل لعلاج مجموعة أوسع من مرضى تضيّق الصمام الأبهري 

الآلية الجزيئية التي تربط بين الميلاتونين والذاكرة

آلية تخفيف عيوب الذاكرة عن طريق الميلاتونين قد تفتح آفاقًا علاجية جديدة.