آثار "بروتين متلازمة ويسكوت ألدريخ" (WASp) على المناعة

بروتين متورط في مجموعة من الأمراض المناعية يتبيَّن أنه ضروري للنمو السليم للخلايا التائية.

قراءة

Mediscan / Alamy Stock Photo

قد يؤدي اكتشاف إسهام بروتين معين في نمو الخلايا التائية في الطحال والغدة الصعترية إلى ابتكار إستراتيجيات علاجية جديدة لأمراض نقص المناعة.

على الرغم من أن اسم هذا البروتين هو "بروتين متلازمة ويسكوت ألدريخ" Wiskott-Aldrich syndrome protein (WASp)، فإن الأمراض التي  يتسبب فيها لا تقتصر فقط على "متلازمة ويسكوت ألدريخ"، وهو مرض وراثي نادر يتميز بقلة عدد الصفائح الدموية والإكزيما والإصابة المتكررة بالعدوى. وعلى الرغم من أن الطفرات التي تلغي تعبير بروتين متلازمة ويسكوت ألدريخ يمكن أن تتسبب في اضطراب نقص المناعة الذي يحمل الاسم نفسه، فإن تغيرات أخرى أقل ضررًا في الحمض النووي تنتج أعراضًا أقل حدة، مثل انخفاض عدد الصفائح الدموية، في حين تؤدي الطفرات التي تجعل نشاط بروتين متلازمة ويسكوت ألدريخ مبالغًا فيه إلى انخفاض مستويات خلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى.

شرع بدر المزيني، عالِم الوراثة الجزيئية في "مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية" KAIMRC بالاشتراك مع زملاء له في تحديد السبب الذي يجعل طفرات بروتين WASp المختلفة تستحث تأثيرات متنوعة على جهاز المناعة. وقد ركزوا على مجموعة واحدة من الخلايا المناعية تحديدًا، هي "الخلايا التائية المساعدة"، والتي تعمل كمنظمات رئيسية للدفاع المناعي.

استخدم الباحثون طريقةً تسمى "سلسلة الترسيب المناعي للكروماتين" ChIP-seq للعثور على جميع المواقع في جينوم الخلايا التائية المساعدة التي يرتبط بها بروتين WASp في الفئران. وقد وجدوا أن البروتين يتفاعل مع كلٍّ من الامتدادات المشفرة وغير المشفرة من الحمض النووي الريبي منزوع الأكسجين DNA، وكان أكثر ميلًا إلى الارتباط في الجينات المشاركة في تخليق الحمض النووي الريبي RNA أو بالقرب منها.

بعد ذلك أراد المزيني وزملاؤه -ومنهم علماء من "معهد كارولينسكا" في السويد، و"مدرسة طب هارفارد" في الولايات المتحدة- تحديد الجينات التي ينظمها بروتين WASp باستمرار طوال عملية نضج الخلايا التائية بالكامل. بحثوا عن المواقع التي ارتبط فيها البروتين بالجينوم في الخلايا التائية غير الناضجة في الغدة الصعترية وفي الخلايا التائية الأكثر نضجًا في الطحال. وقد حددوا 15 جينًا وفحصوا بعضًا منها بمزيد من التفصيل.

أكدت التجارب في نماذج الفئران المعدلة وراثيًا أن جينًا معينًا -هو جين tcf12، الذي يشفر بروتين يسمى "عامل الخلايا التائية 12"- يعتمد على التفاعلات مع بروتين WASp لتنظيم نشاط جينات أخرى بشكل صحيح. وأظهرت دراسات أخرى أن بروتين متلازمة ويسكوت ألدريخ WASp يؤدي دورًا مماثلًا مع منظم مهم آخر يسمى tcf1. يقول المزيني إن هذه النتائج تضع بروتين WASp على مقربة من هذين العاملين، وهو ما يدل على أن "بروتين متلازمة ويسكوت ألدريخ هو منظم أساسي لنضج الخلايا التائية في أثناء النمو".

ربما ليس من المستغرب إذًا أن تكون الانحرافات في نمو الخلايا التائية علامةً مميزةً للأمراض المرتبطة بطفرات بروتين متلازمة ويسكوت ألدريخ. ومع ذلك، يظل من غير الواضح كيف تؤدي حالات النقص المختلفة في بروتين WASpإلى أعراض سريرية مختلفة. يقول "المزيني: "يحتاج هذا إلى مزيد من البحث". ومن خلال هذه المعرفة، من الممكن ابتكار علاجات مُعَدِّلة للمناعة تتغلب على الانحرافات في وظائف الخلايا التائية المستحثة في الأمراض المرتبطة ببروتين WASp. يقول المزيني: "هذا هو الهدف النهائي".

References

  1. Kuznetsov, N. V., Almuzzaini, B., Kritikou, J. S., Baptista, M. A. P., Oliveira, M. M. S. et al.  Nuclear Wiskott-Aldrich syndrome protein co-regulates T cell factor 1-mediated transcription in T cells. Genome Medicine 9, 91 (2017). | article

أقرأ أيضا

فرصة الفرد ضئيلة للغاية في مواجهة صفاته الوراثية في لعبة الوزن

الحفاظ على الرشاقة ربما لا يتوقف على قوة الإرادة وحدها. فقد أظهرت دراسة حديثة أن الاحتفاظ بوزن صحي يمكن أن يكون مرهونًا بالعوامل الوراثية.

اضطراب نقص ميثيل أدينوسيل ترانسفيريز: تأثيرات أوسع لمرض نادر

حالة إصابة بمرض نادر من أمراض الطفولة تكشف عن طفرة جديدة باعتبارها سببًا كامنًا للمرض، وتحدد أعراضًا للمرض على الجلد والشعر لم يسبق التعرف عليها.

ما لا يقتل أسلافَك يُقوِيك

سحالي السياج التي تتعرض للضغوط تمنح أجيالها الشابة دون قصدٍ فرصًا أفضل في مواجهة المُفترِسات