حلّ فعّال لزرع النخاع

مزيج من الخلايا الجذعيّة الشابّة والبالغة المأخوذة من المتبرعين يتيح إنتاج علاج قوي وآمن لمرضى الأورام اللمفاويّة الذين لا يتوافر لهم متبرعون متوافقون معهم إلى حدٍّ كبير.

Phanie / Alamy Stock Photo

عادةً ما يضطر مرضى الأورام اللمفاويّة غير المؤهلين للعلاج بنظام زرع الخلايا الجذعيّة الشائع إلى اللجوء إلى إستراتيجيّات علاجيّة أكثر خطورةً وأقلّ كفاءة. إلا أن بحثًا جديدًا أجراه فريقٌ بحثيّ بقيادة كوين فان بيسين في "كلية طب وايل كورنيل" في نيويورك يعرض بديلًا أفضل لهؤلاء المرضى، يمكنه تحسين إمكانيّة التعافي على المدى الطويل.

عادةً ما يستلزم زرع الخلايا الجذعيّة ذاتيّة المنشأ حصاد النخاع من المريض حين يكون الورم اللمفاويّ تحت السيطرة. وإذا تكررت الإصابة بالسرطان،  يُعالَج المريض بالعلاج الكيماويّ للقضاء على طلائع خلايا الدم المريضة، التي يجري الاستبدال بها حينئذٍ خلايا مأخوذةً من النخاع السليم المختزن.

إلا أن العديد من المرضى غير مؤهلين لهذا العلاج، بسبب طبيعة مرضهم أو درجة استجابتهم للعلاج السابق. يقول فان بيسين: "يقع حوالي 30% من مرضانا في هذه الفئة". والأفراد الذين لا يتوافر لهم متبرعون متوافقون معهم كثيرًا يلجئون إلى تلقِّي خلايا جذعيّة من متبرعين متوافقين معهم جزئيًّا –وهو ما يزيد احتمالات الانتكاس- أو من دم الحبل السُّريّ؛ وهو ما يُقلل احتمالات رفض الخلايا، لكن يؤخر تجدُّد النظام المناعيّ بشكلٍ كبير.

وقد أوضح فان بيسين وزملاؤه أن الجمع بين الطريقتين يتيح جني أفضل مزاياهما معًا. في هذه الطريقة العلاجيّة، تقوم الخلايا المناعيّة الناضجة المأخوذة من متبرعين متوافقين جزئيًّا بحماية متلقّي العلاج مؤقتًا حتى تلحق بها الخلايا اليافعة المأخوذة من الحبل السريّ. وفي نهاية المطاف، تصبح هذه الخلايا الأخيرة هي الأغلبيّة في تجمعات الخلايا المناعيّة لدى أغلب متلقّي العلاج.

تتبّع الباحثون النتائج في 42 مريضًا مصابًا بأورامٍ لمفاويّة ولوكيميا لمفاويّة مزمنة تلقّوا هذا المزيج من العلاج، وكانت النتائج مبهرة في الأغلب.

وبعد ثلاث سنواتٍ من العلاج، كان 65% من المرضى لا يزالون أحياء، ووصل 53% من المرضى إلى هذه المرحلة دون انتكاسٍ للمرض أو علامات على الإصابة بمرض الطُّعم مقابل العائل graft-versus-host disease، في حين شُخِّص 8% فقط من المرضى برفض الطُّعم. يرى فان بيسين أن هذه النتائج مشجِّعة، ويقول: "كانت هذه المجموعة من المرضى تفتقر إلى بدائل جيدة حتى وقتٍ قريب".

لا تزال أغلب العيادات تعتمد كليًّا على نخاع المتبرعين المتوافقين جزئيًّا حينما لا يمكن إجراء زرعٍ ذاتيّ المنشأ، وحينما لا يتوافر متبرعون متوافقون. ويعتقد فان بيسين أن طريقة العلاج المزيج تقدِّم مزايا كبيرة تتمثَّل في سرعة التعافي، وتقليل خطر الانتكاس، والتوافق مع المتبرعين الأقل توافقًا.

References

  1. Hsu, J., Artz, A., Mayer, S.A., Guarner, D., Bishop, M.R., Reich-Slotky, R., Smith, S.M., Greenberg, J., Kline, J., Ferrante, R. et al. Combined haploidentical and umbilical cord blood allogeneic stem cell transplantation for high-risk lymphoma and chronic lymphoblastic leukemia. Biology of Blood and Marrow Transplantation 24, 359–365 (2018). | article

أقرأ أيضا

دراسة العلاقة بين «كوفيد-19» والتغيرات الجينية

مبادرة تعاون دولي بين البنوك الحيوية تتحدَّى نتائج سابقة  حول عوامل جينية مُحتملة  تقفوراء الإصابة الشديدة بـ«كوفيد-19».

الجائحة تنال من كافة الأعمار

بحاثٌ أُجريت مؤخرًا تُوضِّح تأثير الجائحة العالمية في الأُسَر التي يعاني بعض أفرادها من اضطراب ما بعد الصدمة والتوحد.

لتبعات النفسية لمرض "كوفيد-19"

علتنا جائحة "كوفيد-19" نُقدِّر أهمية الصحة النفسية في الآونة الأخيرة. والآن، توفِّر لنا أبحاثٌ من مختلف أنحاء العالم رؤى ثاقبة بخصوص الأضرار النفسية المترتبة على الجائحة.