12 يناير 2020
كشفت دراسة حديثة، رُوقِبت خلالها الموجات الدماغية لدى عدة مشاركين في أثناء خلودهم إلى النوم اعتمادًا على الحركة الاهتزازية، أن النوم على فراش هزَّاز يُحسِّن طبيعة النوم ويعزِّز القدرة على استرجاع الذاكرة.
ووفقًا للدراسة التي نُشرت في دورية «كارنت بيولوجي» Current Biology، فإن السرَّ يكمن في تحفيز "الموجات البطيئة" أو النوم العميق لفترات أطول.
تقول أورور بيرّو، مؤلِّفة مشاركة في هذا البحث: "عادةً ما نَهزُّ الأطفال ليخلدوا إلى النوم. ولكننا كثيرًا ما نسمع أيضًا عن الراشدين الذين يَغطُّون في النوم بشكلٍ أسرع عندما يستقلِّون قطارًا أو سيارة، كما نسمع عن حالات الشعور بالاسترخاء عند الاستلقاء على أرجوحة شبكية".
استعان باحثون من جامعة جنيف وجامعة لوزان بثمانية عشر مشاركًا ناموا في المختبر لمدة ثلاث ليالٍ. كان هدف الليلة الأولى أن يعتاد المشاركون النوم في بيئة المختبر، وفي الليلة الثانية نام المشاركون على فراشٍ هزَّاز، في حين ناموا في الليلة الثالثة على فراشٍ ثابت.
سجَّل الباحثون الموجات الدماغية لدى المشاركين باستخدام جهاز التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG). وكان يُطلَب من المشاركين كلَّ صباحٍ ومساء حلّ تمارين الربط بين الكلمات لاختبار قدراتهم على استرجاع الذاكرة.
تقول بيرّو إنه عندما خضع المشاركون لحركةٍ اهتزازية خفيفة طوال الليل، كان نومهم أسرع. "كذلك، تُعزِّز الحركة التذبذبات الدماغية الضرورية لتقوية الذاكرة في أثناء الليل».
والتذبذبات الكهربائية للدماغ ظواهر مجهرية تحدث في أثناء النوم، وتلعب دورًا حيويًّا في تنظيم النوم وعمل الذاكرة. وقد تتأثر بالحالة الذهنية وعوامل أخرى، مثل: الضوضاء والحرارة وتناول العقاقير أو الكحول قبل النوم، فضلًا عن الحالات الصحية مثل الشعور بالألم المزمن.
وتوجد عدَّة أنواع من التذبذبات المرتبطة بالنوم. فقد جرى الربط بين التذبذبات البطيئة وموجات النوم المغزلية -وهي نوبات من النشاط الدماغي تُهدِّئ من الاستجابة في أثناء النوم- وبين انخفاض معدلات اليقظة في الليل وتحسُّن الذاكرة في الصباح.
توضح بيرّو: "تظهر الموجات المغزلية والتذبذبات البطيئة بشكل متكرّر، أقل أو أكثر، اعتمادًا على مرحلة النوم التي يمرّ بها الشخص".
وتشير البيانات إلى أن الحركة الاهتزازية الخفيفة تزيد انتشار الموجات المغزلية والتذبذبات البطيئة وتُزامن أوقات حدوثها مع دورة الاهتزاز، وهو ما جعل المشاركين يَغطُّون في نومٍ عميقٍ بشكلٍ أسرع، ويظلون نائمين طوال الليل.
يمكن الاستفادة من هذه النتائج في حالة الأفراد الذين يعانون من الأرق واضطرابات النوم، ولكن ربما يكون النقاش بشأن كيفية تطبيق ذلك سابقًا لأوانه، لأن الأبحاث ما زالت في مراحلها الأولى. تقول بيرّو إنهم بحاجة إلى اختبار الفراش الهزَّاز أولًا على عددٍ أكبر من البالغين قبل الحديث عن جدوى تلك النتائج في العلاجات السريرية.
References
Perrault, A. et al. Whole-Night Continuous Rocking Entrains Spontaneous Neural Oscillations with Benefits for Sleep and Memory. Current Biology 29, 402–411 (2019)| article