28 أكتوبر 2020
أُصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم بعدوى فيروس كورونا المُستجد المُسبِّب لمرض «كوفيد–19»، لكن ثمة تباينًا واضحًا في مدى خطورة الأعراض التي ظهرت عليهم. في هذا السياق، أجرى فريقٌ أوروبيّ تحليلًا للأنماط الجينية لدى مرضى «كوفيد–19» من إسبانيا وإيطاليا ممن ظهرت عليهم أعراضٌ حادّة، واكتشف الفريق طفراتٍ جينية قد تكون مسؤولة عن حدّة المرض.
فمنذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019، سُرعان ما انتشر «كوفيد–19» حتى تحوّل إلى جائحة عالمية. ورغم أن معظم المصابين يُظهرون أعراضًا خفيفة، أو لا تظهر لديهم أي أعراض على الإطلاق، فقد يُصاب بعض المرضى بأمراضٍ رئوية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى فشل تنفسي يُهدد حياتهم. ويحتاج هؤلاء المرضى إلى دعم مبكّر و طويل الأمد بالأكسجين، أو وضعهم على جهاز التنفس الصناعيّ (التهوية الميكانيكية).
ورغم أن الحالات المرضية الموجودة مُسبقًا، مثل ارتفاع ضغط الدم الشرياني ومرض السكريّ، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مخاطر «كوفيد–19»، لا تزال الآلية الكامنة المؤدية إلى هذه الأعراض الحادّة غير واضحة.
هناك عديد من عوامل الخطر الجينية التي تربط بين استعداد المريض للإصابة وأعراض المرض الفيروسي. وقد دفع هذا توم كارلسن من جامعة أوسلو في النرويج وأندريه فرانكي من جامعة كريستيان-ألبريخت في ألمانيا، إلى دراسة تلك العوامل المرتبطة بمرض «كوفيد–19» الحادّ. ويشرح كارلسن أن عدوى الجهاز التنفسي المرتبطة بمرض «كوفيد–19» تبدو غير نمطية وترتبط بالالتهاب المتفاقم؛ وهو ما يشير غالبًا إلى وجود استعدادٍ جينيّ.
يقول كارلسن: "لقد شعرنا بأنه لزامٌ علينا أن نفعل شيئًا ما في ظلّ هذا الوضع الخطير للجائحة".
سجَّل الفريق 1,980 حالةً مؤكدةً تعاني من أعراضٍ حادّة لمرض «كوفيد–19» من سبعة مستشفيات في أربع مدن من بؤر الجائحة في إسبانيا وإيطاليا. وعلى سبيل المقارنة، استعان الفريق أيضًا بمجموعة ضابطة تتألّف من 2,205 مشارك، معظمهم من المتطوعين الأصحاء، بالإضافة إلى بضعة مصابين بمرض «كوفيد–19» تظهر عليهم أعراض خفيفة، أو لا تظهر عليهم أي أعراض.
أجرى الباحثون تقييمًا لجينومات تسلسل الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين لدى جميع المرضى و المشاركين في المجموعة الضابطة لتحديد الاختلافات بين أنماطهم الجينية، وا حددوا طفرات معينة على ما يبدو مرتبطة بالفشل التنفسي الناجم عن «كوفيد–19» على كروموسومين متمايزين لدى المرضى. وتضمَّنت هذه الطفرات مجموعة جينية على الكروموسوم 3، وجين فصيلة الدم ABO على الكروموسوم 9. يقول كارلسن: "طفرة الكروموسوم 3 أكثر الاكتشافات المثيرة للاهتمام". ويُضيف أنها تقدّم أقوى إشارة، وتصبح أقوى عند تصحيحها حسب العمر والجنس، وتبدو أكثر وضوحًا في الحالات الأشدّ حدّة.
ويُخطِّط الفريق لتوسيع نطاق عمليات التقييم لتشمل مزيدًا من المرضى بهدف العثور على عوامل خطر جينية أخرى لأعراض محدَّدة لمرض «كوفيد–19». يقول كارلسن في النهاية: "سنحاول الإسهام في الجهد الواقع على عاتق المجتمع العلمي لفهم مرض «كوفيد–19»، والتعامل معه".
References
- Ellinghaus, D., et al. Genomewide association study of severe COVID-19 with respiratory failure. The New England Journal of Medicine (2020) | article