13 يناير 2021
قد تُساعد بروتينات موجودة في مجرى الدم الأطباءَ في الكشف عن سرطان المثانة في مراحله الأولى، وذلك وفقًا لدراسة قادها مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية. تُؤسِّس نتائج هذه الدراسة لاختبارٍ بسيط ومنخفض التكلفة، يهدف إلى تشخيص سرطان المثانة، قبل أن ينتشر في الجسم ويصعب علاجه.
يقول توفيق نجادي، اختصاصي بيولوجيا الأورام، الذي أشرف على الدراسة: "طُرِحَت عدة واسمات حيوية للكشف عن سرطان المثانة ومراقبته، لكن، مع الأسف، لا توجد واحدةٌ منها تضمن الاستعاضة بها عن النظام القديم." ويتضمن الاختبار الحالي إدخال أداة رفيعة مزودة بكاميرا في طرفها إلى المثانة، لفحص ذلك العضو من الداخل بصريًّا، كما يجري فحص عينات من البول تحت المجهر، لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية، أم لا.
وهاتان الطريقتان لهما عيوبهما؛ فالأولى إجراءٌ باضع، بينما تفتقر الأخيرة إلى الدقة في كثير من الأحيان. أما بصمة بروتينات الدم الجديدة فتُعَد -على النقيض منهما- واعدةً للغاية، باعتبارها بديلًا غير باضع، موثوقًا فيه.
ولتحديد البروتينات المشارِكة في تكوُّن السرطان وتطوُّره، أجرى نجادي وزملاؤه تحليلًا لعينات دم مأخوذة من مجموعة صغيرة من المرضى السعوديين، الذين شُخِّصت حالاتهم على أنها إصابة بـسرطان المثانة غير الغازي للعضلات منخفض الدرجة (NMIBC)، وعَقدوا مقارنةً بين مستويات البروتينات في تلك العينات ومستوياتها في عينات دم مأخوذة من أفراد أصحاء، فاكتشفوا أن 15 بروتينًا يتسمون بأنماط تعبير مختلفة للغاية. ومن بين تلك البروتينات، كان 12 بروتينًا أكثر وفرةً لدى المرضى، في حين كان ثلاثة منها أقل وفرة.
ركَّز الباحثون على البروتينات الثلاثة ذات الاختلافات الأكثر جلاءً في التعبير، وتحقَّقوا من صحة نتائجهم في دراسة أترابية مستقلة من المرضى. وأمكن استخدام البروتينات الثلاثة في تشخيص السرطان بنجاحٍ، لكنّ أحدها على وجه التحديد –وهو بروتين في الكبد، يُسمى الهابتوجلوبين– أثبت جدواه على وجه الخصوص، بفضل حساسيته العالية، ودقته في التمييز بين مرضى سرطان المثانة في مراحله المبكرة، والأفراد الأصحاء.
مِن المعلوم أنَّ بروتين الهابتوجلوبين يرتبط بالجزيئات الحاملة للحديد في مجرى الدم، ويَحُول دون فَقْدها عن طريق البول. صحيحٌ أنَّ الرابط بين بروتين الهابتوجلوبين، وسرطان المثانة لا يزال لغزًا، إلا أنَّ فريق نجادي يعكف حاليًّا على استجلائه من خلال إجراء المزيد من التجارب. كما تدرس مجموعته أيضًا واسماتٍ حيوية بروتينية أخرى مُفترَضة، يبدو أنَّها تلعب دورًا في تنظيم الاستجابات الالتهابية، وتناسخ الحمض النووي، وغيرها من العمليات الحيوية المُسْهِمَة في نشوء السرطان.
من جانبه، يُشِير نجادي إلى أنَّ هذه النتائج ليست سوى نتائج أولية، جاءت استنادًا إلى تحليل بضع عشرات من عينات المرضى فحسب. ويضيف قائلًا: "لكي نحوِّل هذه الأداة التشخيصية إلى واقع ملموس على المستوى السريري، ثمة حاجةٌ ماسَّة للتحقق من صحة الواسمات الحيوية المُكتَشفة مؤخرًا في إطار دراساتٍ سريرية متعددة المراكز، وجيدة التصميم".
References
- Nedjadi, T., Benabdelkamal, H., Albarakati, N., Masood, A., Al-Sayyad, A. et al. Circulating proteomic signature for detection of biomarkers in bladder cancer patients. Scientific Reports 10, 10999 (2020). | article